إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام

ابن دقيق العيد - محمد بن علي بن وهب بن مطيع

صفحة جزء
198 - الحديث الثاني : عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { إن أحب الصيام إلى الله صيام داود . وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود . كان ينام نصف الليل ، ويقوم ثلثه . وينام سدسه . وكان يصوم يوما ويفطر يوما . }


وفي هذه الرواية زيادة قيام الليل .

وتقديره بما ذكر . ونوم سدسه الأخير : فيه مصلحة الإبقاء على النفس ، واستقبال صلاة الصبح ، وأذكار أول النهار بالنشاط . والذي تقدم في الصوم من المعارض : وارد هنا . وهو أن زيادة العمل تقتضي زيادة الفضيلة والكلام فيه كالكلام في الصوم من تفويض مقادير المصالح والمفاسد إلى صاحب الشرع .

ومن مصالح هذا النوع من القيام أيضا : أنه أقرب إلى عدم الرياء في الأعمال . فإن من نام السدس الأخير : أصبح جاما غير منهوك القوى . فهو أقرب إلى أن يخفي أثر عمله على من يراه ، ومن يخالف هذا يجعل قوله عليه السلام : " أحب الصيام " مخصوصا بحالة ، أو بفاعل ، وعمدتهم : النظر إلى ما ذكرناه .

التالي السابق


الخدمات العلمية