إحكام الإحكام شرح عمدة الأحكام

ابن دقيق العيد - محمد بن علي بن وهب بن مطيع

صفحة جزء
18 - الحديث الثاني : عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك . }


قال المؤلف رحمه الله " يشوص " معناه : يغسل ، يقال : شاصه يشوصه ، وماصه يموصه إذا غسله " حذيفة بن اليمان اسمه حسيل بن جابر وقيل حذيفة بن الحسيل بن اليمان أبو عبد الله العبسي معدود في أهل الكوفة أحد أكابر الصحابة ومشاهيرهم قال البخاري : مات بعد عثمان بن عفان بأربعين يوما قال أبو نصر : وذلك أول سنة ست وثلاثين ، وقال الواقدي : حذيفة بن اليمان بن حسيل بن جابر العبسي ، حليف بني عبد الأشهل وابن أختهم .

فيه دليل على استحباب السواك في هذه الحالة الأخرى وهي القيام من النوم وعلته : أن النوم مقتض لتغير الفم ، والسواك هو آلة التنظيف للفم ، فيسن عند مقتضى التغير ، وقوله " يشوص " اختلفوا في تفسيره ، فقيل : يدلك وقيل : يغسل وقيل : ينقي ، والأول : أقرب .

وقوله " إذا قام من الليل " ظاهره : يقتضي تعليق الحكم بمجرد القيام ويحتمل أن يراد : إذا قام من الليل للصلاة فيعود إلى معنى الحديث الأول

التالي السابق


الخدمات العلمية