الثاني :  
القراءة على الشيخ   375 - ثم القراءة التي نعتها  معظمهم عرضا سوى قرأتها  
 [ ص: 171 ]        376 - من حفظ أو كتاب أو سمعتا  
والشيخ حافظ لما عرضتا         377 - أو لا ولكن أصله يمسكه  
بنفسه أو ثقة ممسكه         378 - قلت كذا إن ثقة ممن سمع  
يحفظه مع استماع فاقتنع         379 - وأجمعوا أخذا بها وردوا  
نقل الخلاف وبه ما اعتدوا         380 - والخلف فيها هل تساوي الأولا  
أو دونه أو فوقه فنقلا         381 - عن  مالك  وصحبه ومعظم  
كوفة   والحجاز   أهل الحرم          382 - مع   nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري  هما سيان  
 nindex.php?page=showalam&ids=12493وابن أبي ذئب  مع  النعمان         383 - قد رجحا العرض وعكسه أصح  
وجل أهل الشرق نحوه جنح         384 - وجودوا فيه : قرأت أو قري  
مع " وأنا أسمع " ثم عبر         385 - بما مضى في أول مقيدا  
قراءة عليه حتى منشدا         386 - أنشدنا قراءة عليه ، لا  
سمعت لكن بعضهم قد حللا         387 - ومطلق التحديث والإخبار  
منعه  أحمد  ذو المقدار         388 -   nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي  والتميمي يحيى  
وابن المبارك الحميد سعيا         389 - وذهب   nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري  والقطان  
ومالك  وبعده  سفيان         390 - ومعظم  الكوفة   والحجاز   
مع   nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري  إلى الجواز         391 -   nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج  وكذا   nindex.php?page=showalam&ids=13760الأوزاعي  
مع  ابن وهب   nindex.php?page=showalam&ids=13790والإمام الشافعي         392 -  ومسلم  وجل أهل الشرق  
قد جوزوا أخبرنا للفرق         393 - وقد عزاه صاحب الإنصاف  
 nindex.php?page=showalam&ids=15397للنسائي  من غير ما خلاف         394 - والأكثرين وهو الذي اشتهر  
مصطلحا لأهله أهل الأثر         395 - وبعض من قال بذا أعادا  
قراءة الصحيح حتى عادا         396 - في كل متن قائلا أخبركا  
إذ كان قال أولا حدثكا         397 - قلت وذا رأي الذين اشترطوا  
إعادة الإسناد وهو شطط  
 [ ص: 172 ] القسم ( الثاني ) من أقسام التحمل والأخذ ( القراءة على الشيخ ثم ) يلي السماع من لفظ الشيخ ( القراءة ) عليه ، وهي ( التي نعتها ) يعني سماعا ( معظمهم ) أي : أكثر أهل الحديث من الشرق  
وخراسان      ( عرضا ) يعني أن القارئ يعرض على الشيخ كما يعرض القرآن على المقرئ ، وكأن أصله من وضع عرض شيء على عرض شيء آخر ; لينظر في استوائهما وعدمه ، وأدرج فيه بعضهم عرض المناولة ، والتحقيق عدم إطلاقه فيه كما سيأتي .  
( سوى ) بفتح المهملة والقصر على لغة ; أي : في تسميتها عرضا ( قرأتها ) أي : الأحاديث ، بنفسك على الشيخ ( من حفظ ) منك ( أو كتاب ) لك أو للشيخ أو لغيره ( أو ) [ بالنقل فيه وفيما قبله مع تنوين ما قبلهما ، وإن اتزن مع تركه بالقطع ] ( سمعتا ) بقراءة غيرك من كتاب كذلك ، أو حفظه أيضا ( والشيخ ) في حال التحديث ( حافظ لما عرضتا ) أو عرض غيرك عليه ( أو لا ) يحفظ ( ولكن ) يكون ( أصله ) معه ( يمسكه ) هو ( بنفسه أو ثقة ) ضابط ، غيره ( ممسكه ) كما سيأتي في أول الفروع الآتية قريبا .  
( قلت ) : ( كذا ) الحكم ( إن ) كان ( ثقة ) ضابط ( ممن سمع ) معك ( يحفظه ) أي : المقروء ( مع استماع ) منه لما يقرأ وعدم غفلة عنه ( فاقتنع ) بذلك ، وإن لم يذكرها      
[ ص: 173 ]  nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح  ، لكنه قد اكتفى بالثقة في إمساك الأصل ، فليكن في الحفظ كذلك ; إذ لا فرق ، وهو ظاهر . ولفارق أن يفرق بأن الحفظ خوان ، ولا ينفي هذا أرجحية بعض الصور ، كأن يكون الشيخ أو الثقة متميزا في الإمساك أو في الحفظ ، أو يجتمع لأحدهما الحفظ والإمساك .  
( وأجمعوا ) أي : أهل الحديث ( أخذا ) أي : على الأخذ والتحمل ( بها ) أي : بالرواية عرضا وتصحيحها .  
وممن صرح بذلك  
عياض  ، فقال : لا خلاف أنها رواية صحيحة ( وردوا نقل الخلاف ) المحكي عن  
 nindex.php?page=showalam&ids=12063أبي عاصم النبيل  ،  
 nindex.php?page=showalam&ids=16341وعبد الرحمن بن سلام الجمحي  ،  
 nindex.php?page=showalam&ids=17277ووكيع  ،  
ومحمد بن سلام     ; فإنه قال : أدركت  
مالكا  ، فإذا الناس يقرءون عليه ، فلم أسمع منه لذلك ، وغيرهم من السلف من  
أهل العراق   ممن كان يشدد ولا يعتد إلا بما سمعه من ألفاظ المشايخ ( وبه ) أي : بالخلاف ( ما اعتدوا ) لعلمهم بخلافه .   
[ ص: 174 ] وكان  
مالك  يأبى أشد الإباء على المخالف ويقول : كيف لا يجزيك هذا في الحديث ويجزيك في القرآن ، والقرآن العظيم أعظم ؟ ! ولذا قال بعض أصحابه : صحبته سبع عشرة سنة ، فما رأيته قرأ ( الموطأ ) على أحد ، بل يقرءون عليه .  
وقال  
إبراهيم بن سعد     : يا  
أهل العراق   ، لا تدعون تنطعكم ، العرض مثل السماع . واستدل له  
أبو سعيد الحداد  ، كما أخرجه  
البيهقي  في المعرفة ، من طريق  
 nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة     : سمعت  
 nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري  يقول : قال  
أبو سعيد الحداد     : عندي خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم في القراءة على العالم ، فقيل له ، فقال قصة  
ضمام بن ثعلبة  ، قال : آلله أمرك بها ؟ قال : ( ( نعم ) ) ، ورجع  
ضمام  إلى قومه فقال لهم : " إن الله قد بعث رسولا ، وأنزل عليه كتابا ، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه . فأسلموا عن آخرهم " .  
قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري     : فهذا - أي : قول  
ضمام     : آلله أمرك - قراءة على النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخبر  
ضمام  قومه بذلك ، فأجازوه ; أي : قبلوه منه .  
( و ) لكن ( الخلف ) بينهم      
[ ص: 175 ]    ( فيها ) أي : في القراءة عرضا ( هل تساوي ) القسم ( الأولا ) أي : السماع لفظا ( أو ) هي ( دونه أو فوقه فنقلا ) بالبناء للمفعول ; [ يعني : جاء ] ( عن  
 nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ) ، هو ابن أنس     ( وصحبه ) ، بل وأشباهه من  
أهل المدينة   وعلمائها  
 nindex.php?page=showalam&ids=12300كالزهري  كما قاله  
عياض     .  
( و ) كذا عن ( معظم ) العلماء من  
أهل ( كوفة      ) بفتح التاء غير منصرف  
كالثوري     ( و ) من  
أهل ( الحجاز   أهل الحرم      ) أي :  
مكة      ;  
 nindex.php?page=showalam&ids=16008كابن عيينة     ( مع ) الناقد الحجة  
 nindex.php?page=showalam&ids=12070أبي عبد الله ( البخاري     ) في جماعة من الأئمة  
 nindex.php?page=showalam&ids=14102كالحسن البصري  ، أوردهم  
 nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري  في أوائل صحيحه ،  
 nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى بن سعيد القطان  في رواية ( هما ) أي : إنهما في القوة والصحة ( سيان ) .  
وممن رواه عن  
مالك   nindex.php?page=showalam&ids=12427إسماعيل بن أبي أويس     ; فإنه قال : إنه سئل عن حديثه أسماع هو ؟ فقال : منه سماع ، ومنه عرض ، وليس العرض عندنا بأدنى من السماع . وهذا هو القول الأول ; إذ لكل واحد منهما وجه أرجحية ، ووجه مرجوحية ، فتعادلا . وحكاه  
البيهقي  وعياض  عن أكثر أئمة المحدثين ،  
والصيرفي  عن نص  
 nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي     .  
قال عوف  
الأعرابي     : جاء رجل إلى  
 nindex.php?page=showalam&ids=14102الحسن البصري  فقال : يا  
أبا سعيد  ، منزلي بعيد ، والاختلاف علي يشق ، فإن لم تكن ترى بالقراءة بأسا قرأت عليك ، فقال : ما أبالي قرأت عليك أو قرأت علي ، قال : فأقول : حدثني  
الحسن  ؟      
[ ص: 176 ] قال : نعم . ويروى فيه حديث مرفوع عن  
علي   nindex.php?page=showalam&ids=11وابن عباس   nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة  ، لفظه : ( ( قراءتك على العالم وقراءة العالم عليك سواء ) ) ، ولا يصح رفعه .  
والقول الثاني : الوقف ، حكاه بعضهم ، (  
وابن أبي ذئب ) ، هو أبو الحارث محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة بن الحارث القرشي العامري المدني     ( مع ) الإمام  
 nindex.php?page=showalam&ids=11990أبي حنيفة ( النعمان ) بن ثابت     ( قد رجحا العرض ) على السماع لفظا ، فروى  
السليماني  من حديث  
 nindex.php?page=showalam&ids=14111الحسن بن زياد  قال : كان  
أبو حنيفة  يقول : قراءتك على المحدث أثبت وأوكد من قراءته عليك ; إنه إذا قرأ عليك فإنما يقرأ على ما في الصحيفة ، وإذا قرأت عليه فقال : حدث عني ما قرأت ، فهو تأكيد .  
وعن  
 nindex.php?page=showalam&ids=17174موسى بن داود  قال : إذا قرأت علي شغلت نفسي بالإنصات لك ، وإذا حدثتك غفلت عنك . رواه  
 nindex.php?page=showalam&ids=14347الرامهرمزي  ثم  
عياض  في آخرين من المدنيين      
[ ص: 177 ] وغيرهم  
 nindex.php?page=showalam&ids=17293كيحيى بن سعيد بن فروخ القطان  في إحدى الروايتين عنه ،  
 nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج  وشعبة  محتجين بأن الشيخ لو سها لم يتهيأ للطالب الرد عليه ; إما لجهالته ، أو لهيبة الشيخ ، أو لظنه فيما يكون فيه المحل قابلا للاختلاف أن ذلك مذهبه .  
وبهذا الأخير علل  
مالك  إشارته  
 nindex.php?page=showalam&ids=17192لنافع القارئ  بعدم الإمامة في  
المسجد النبوي   ، وقال : المحراب موضع محنة ، فإن زللت في حرف وأنت إمام حسبت قراءة وحملت عنك - انتهى .  
ويشهد للأخير  
أنه صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة فترك آية ، فلما فرغ أعلمه بعض الصحابة بذلك ، فقال له : ( ( فهلا أذكرتنيها ؟ ) ) قال : كنت أراها نسخت     . بخلاف ما إذا كان الطالب هو القارئ ; فإنه لا هيبة له ، ولا يعد خطؤه مذهبا ، أشار إليه  
عياض     . وكذا قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=12074أبو عبيد القاسم بن سلام     : القراءة علي أثبت لي ، [ وأفهم لي ] ، من أن أتولى القراءة أنا .  
ونحوه قول  
ابن فارس     : السامع أربط جأشا ، وأوعى قلبا ، وشغل القلب وتوزع الفكر إلى القارئ أسرع ، فلذلك رجح . ونحوه قول من ذهب لترجيح استماع القرآن على قراءته ، المستمع غالبا أقوى على التدبر ، ونفسه أخلى وأنشط لذلك من القارئ ; لاشتغاله بالقراءة وأحكامها .  
وهذا هو القول الثالث ، ونقله  
 nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني  في غرائب  
مالك  ،  
والخطيب   [ ص: 178 ] في الكفاية عن  
مالك  ، وكذا رويناه في الحث على الطلب  
للسليماني  ، وفي الإلماع من طريق  
 nindex.php?page=showalam&ids=15020القعنبي  قال : قال لي  
مالك     : قراءتك علي أصح من قراءتي عليك .  
ولكن المعروف عنه التسوية ، وما حكاه  
أبو خليفة  عن  
 nindex.php?page=showalam&ids=16341عبد الرحمن بن سلام الجمحي  أنه سمعه يقول : دخلت على  
مالك  وعلى بابه من يحجبه وبين يديه  
 nindex.php?page=showalam&ids=12427ابن أبي أويس  يقول : حدثك  
نافع  ، حدثك  
 nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري  ، حدثك فلان ،  
ومالك  يقول : نعم . فلما فرغ قلت : يا  
أبا عبد الله  ، عوضني مما حدثت بثلاثة أحاديث تقرؤها علي ، قال : أعراقي أنت ؟ أخرجوه عني . فمحتمل للتسوية ، أو ترجيح العرض .  
بل قيل : إن الذي قاله  
أبو حنيفة  إنما هو فيما إذا كان الشيخ يحدث من كتاب ، أما حيث حدث من حفظه فلا . ( وعكسه ) أي : ترجيح السماع لفظا على العرض ( أصح ) وأشهر ( وجل ) أي : معظم ( أهل الشرق )  
وخراسان   كما قاله  
عياض     ( نحوه جنح ) ، لكن محله ما لم يعرض عارض يصير العرض أولى بأن يكون الطالب أعلم أو أضبط ونحو ذلك ، كأن يكون الشيخ في حال القراءة عليه أوعى وأيقظ منه في حال قراءته هو . وحينئذ فالحق أن كلما كان فيه الأمن من الغلط والخطأ أكثر كان أعلى مرتبة .  
وأعلاها فيما يظهر أن يقرأ الشيخ من أصله ، وأحد السامعين يقابل بأصل آخر ; ليجتمع فيه اللفظ والعرض ( وجودوا فيه ) أي : ورأى أهل الحديث الأجود والأسلم في أداء ما سمع كذلك أن يقول : ( قرأت ) على فلان إن كان هو الذي      
[ ص: 179 ] قرأ ( أو قرئ ) على فلان إن كان بقراءة غيره ( مع ) بالسكون ، تصريحه بقوله : ( وأنا أسمع ) للأمن من التدليس .  
قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح     : وهذا سائغ من غير إشكال . ( ثم عبر ) أيها المحدث ( بما مضى في أول ) أي : في القسم الأول ( مقيدا ) ذلك بقولك : ( قراءة عليه ) ، فقل : ثنا فلان بقراءتي عليه ، أو قراءة عليه وأنا أسمع ، أو أنا فلان بقراءتي أو قراءة عليه ، أو أنبأنا ، أو نبأنا فلان بقراءتي أو قراءة عليه ، [ أو قال لنا فلان بقراءتي أو قراءة عليه ] ، أو نحو ذلك ( حتى ) ولو كنت ( منشدا ) نظما لغيرك سمعته بقراءة غيرك أو قراءته ، فقل : ( أنشدنا ) فلان ( قراءة عليه ) ، [ أو بقراءتي ، أو سماعا عليه ] ، هذا مع ظهورها فيما ينشده الشيخ لفظا ( لا ) أي : إلا ( سمعت ) فلانا ; فإنهم [ مع شمول كلام  
 nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح  لها ] استثنوها في العرض مما مضى في القسم الأول .  
وصرح  
 nindex.php?page=showalam&ids=12265أحمد بن صالح المصري  بعدم جوازها ( لكن بعضهم ) [ كالسفيانين  
ومالك  فيما حكاه  
عياض  عنهم ] ( قد حللا ) ذلك ،      
[ ص: 180 ] واستعمله بعض المتأخرين ، وهو كما قال  
ابن دقيق العيد  في اقتراحه : " تسامح خارج عن الوضع ليس له وجه " ، قال : ولا أرى جوازه لمن اصطلحه لنفسه . نعم ، إن كان اصطلاحا عاما فقد يقرب الأمر فيه ، قال : ولا شك أن الاصطلاح واقع على قول المؤرخين في التراجم : سمع فلانا وفلانا ، من غير تقييد بسماعه من لفظه .  
وبالجملة ، فالصحيح الأول ، وممن صححه  
 nindex.php?page=showalam&ids=12604القاضي أبو بكر الباقلاني  ، واستبعد  
 nindex.php?page=showalam&ids=12453ابن أبي الدم  الخلاف ، وقال : ينبغي الجزم بعدم الجواز ; لأن " سمعت " صريحة في السماع لفظا ; يعني : كما تقدم . [ والظاهر أن ذلك عند الإطلاق ] ، وإلا فقد استعملها السلفي في كتابه ( الطباق ) فيقول : سمعت بقراءتي ، ولذا قال  
ابن دقيق العيد     : وربما قربه بعضهم بأن يقول : سمعت فلانا قراءة عليه . ونحوه صنيع  
النووي  في جمعهما لمن قرأ عليه .  
ولذلك فائدة جليلة ، وهو عدم اتصافه بما يمنع السماع ، بل ( ومطلق التحديث والإخبار ) ممن أخذ عرضا بدون تقييد بقراءته ، أو قراءة غيره وهو يسمع ( منعه ) الإمام (  
 nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد ) بن حنبل     ( ذو المقدار ) الجليل في المشهور عنه ( و ) كذا (  
 nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي     ) صاحب السنن على المشهور عنه أيضا ، كما صرح به  
النووي     .  
( و ) ممن منع أيضا      
[ ص: 181 ]    (  
التميمي     ) بالسكون بنية الوقف (  
يحيى   nindex.php?page=showalam&ids=16418وابن المبارك ) عبد الله     ( الحميد سعيا ) أي : سعيه . قال  
الخطيب     : وهو مذهب خلق من أصحاب الحديث . وقال  
 nindex.php?page=showalam&ids=12604القاضي أبو بكر الباقلاني     : إنه الصحيح .  
( وذهب )  
 nindex.php?page=showalam&ids=12300الإمام أبو بكر محمد بن مسلم بن شهاب ( الزهري     ) ،  
 nindex.php?page=showalam&ids=17293ويحيى بن سعيد ( القطان     ) ،  
 nindex.php?page=showalam&ids=16004والثوري  ،  
وأبو حنيفة  في أحد قوليه ، وصاحباه (  
 nindex.php?page=showalam&ids=16867ومالك ) ابن أنس  في أحد قوليه ( وبعده  
 nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان ) بن عيينة  ،  
 nindex.php?page=showalam&ids=13790والشافعي  ،  
وأحمد     ( ومعظم )  
أهل ( الكوفة   والحجاز      ) مع  
 nindex.php?page=showalam&ids=12070الإمام ( البخاري     ) صاحب الصحيح ( إلى الجواز ) لعدم الفرق بين الصيغتين كما في القسم قبله .  
ولفظ  
 nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري     : ما أبالي قراءة على المحدث أو حدثني ، كلاهما أقول فيه : ثنا .  
وقال  
عثمان بن عبيد الله بن رافع     : رأيت من يقرأ على  
 nindex.php?page=showalam&ids=13723الأعرج  حديثه عن  
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيقول : هذا حديثك يا  
أبا داود ؟ وهي كنية الأعرج  ، فيقول : نعم ، قال : فأقول : حدثني  
عبد الرحمن  وقد قرأت عليك ؟ قال : نعم . وعليه استمر عمل المغاربة ، وكذا سوى بينهما  
 nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون   nindex.php?page=showalam&ids=15409والنضر بن شميل  ،  
 nindex.php?page=showalam&ids=17282ووهب بن جرير  ،  
وثعلب   nindex.php?page=showalam&ids=14695والطحاوي  ، وله فيه جزء سمعته ، واحتج له      
[ ص: 182 ] بآيات تقدم بعضها في القسم الأول ، وبغير ذلك . بل حكاه  
عياض  عن الأكثرين ،  
والخطيب  وابن فارس  ، في جزء له سمعته سماه ( مآخذ العلم عن أكثر العلماء ) ، وصححه  
 nindex.php?page=showalam&ids=12671ابن الحاجب  في مختصره . وسأل رجل  
 nindex.php?page=showalam&ids=17032محمد بن نصر المروزي     : ما الفرق بينهما ؟ فقال : سوء الخلق .  
وكذا ممن حكي عنه التسوية  
 nindex.php?page=showalam&ids=12063أبو عاصم النبيل  ، مع الحكاية عنه أولا لعدم قبوله العرض أصلا ، [ وكأن ذاك اختياره ، وذا مشيا منه على مذهب القائلين به ] (  
 nindex.php?page=showalam&ids=13036وابن جريج     ) ، هو  
عبد الملك بن عبد العزيز المكي  ، فيما حكاه  
الخطيب  في جامعه وكفايته ، كما بينته في الحاشية ، ثم  
 nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح     ( وكذا )  
 nindex.php?page=showalam&ids=13760أبو عمرو عبد الرحمن بن عمرو ( الأوزاعي ) الشامي  ،  
 nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين     ( مع )  
 nindex.php?page=showalam&ids=11990الإمام أبي حنيفة  في أحد قوليه ، (  
وابن وهب ) عبد الله المصري     .  
( والإمام ) الأعظم ناصر السنة (  
 nindex.php?page=showalam&ids=13790الشافعي     ) ، مع كون  
الحاكم  قد أدرجه في المسوين ( و ) مع (  
مسلم     ) صاحب الصحيح ( وجل ) أي : أكثر ( أهل الشرق قد جوزوا ) إطلاق ( أخبرنا ) دون حدثنا ( للفرق ) بينهما ، والتمييز بين النوعين .  
واستشهد له بعض      
[ ص: 183 ] الأئمة بأنه لو قال : من أخبرني بكذا فهو حر ، ولا نية له ، فأخبره بذلك بعض أرقائه ، بكتاب أو رسول أو كلام ، عتق ، بخلاف ما لو قال : من حدثني بكذا فإنه لا يعتق ، إلا إن شافهه . زاد بعضهم : والإشارة مثل الخبر .  
وقال  
ابن دقيق العيد     : ثنا يعني في العرض بعيد من الوضع اللغوي ، بخلاف أنا فهو صالح لما حدث به الشيخ ، ولما قرئ عليه فأقر به ، فلفظ الإخبار أعم من التحديث ، فكل تحديث إخبار ، ولا ينعكس .  
( وقد عزاه ) أي : القول بالفرق ،  
أبو عبد الله  وأبو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن أحمد بن خلاد التميمي المصري الجوهري  صاحب ( الإنصاف ) فيما بين الأئمة في ثنا وأنا من الاختلاف ، وكتاب ( إجماع الفقهاء ) أيضا ( ل ) عصريه  
 nindex.php?page=showalam&ids=15397أبي عبد الرحمن ( النسائي  من غير ما خلاف ) أي : من غير حكاية خلافه عنه ، وكأنه لم يستحضر ما تقدم عنه مما هو أشهر من هذا .  
( والأكثرين ) [ أي : وعزاه  
التميمي  أيضا للأكثرين ] من أصحاب الحديث الذين لا يحصيهم أحد ( وهو ) بضم الهاء على لغة  
أهل الحجاز      ( الذي اشتهر ) وشاع ( مصطلحا ) أي : من جهة الاصطلاح ( لأهله أهل      
[ ص: 184 ] الأثر ) حيث جعلوا أنا علما يقوم مقام قوله : أنا قرأته ، لا أنه لفظ لي به . والاصطلاح لا مشاححة فيه ، بل خطأ من خرج عنه جماعة ، منهم  
 nindex.php?page=showalam&ids=11812الأستاذ أبو إسحاق الإسفراييني  ، والشيخ  
 nindex.php?page=showalam&ids=11815أبو إسحاق الشيرازي  ، وعبارة أولهما : لا يجوز فيما قرأ أو سمع أن يقول : ثنا ، ولا فيما سمع لفظا أن يقول : أنا ; إذ بينهما فرق ظاهر ، ومن لم يحفظ ذلك على نفسه كان من المدلسين .  
لكن قد كان بعض المتأخرين يقول : إن كان الاصطلاح مباينا للغة مباينة كلية ، فهذا يشاحح فيه ، وإلا فلا . وقول  
 nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح  هنا : " والاحتجاج لذلك من حيث اللغة فيه عناء وتكلف " ، يشعر بأنه لو تكلف له لأمكن أن يستخرج من اللغة ما يكون وجها للتفرقة بين اللفظين ، قال : " وخير ما يقال فيه : إنه اصطلاح منهم ، أرادوا به التمييز بين النوعين ، ثم خصص أولهما بالتحديث ; لقوة إشعاره بالنطق والمشافهة .  
ويقال : إن  
ابن وهب  أول من أحدث التفرقة بين اللفظين ، لا مطلقا ، [ بل بخصوص  
مصر      ] ( وبعض من قال بذا ) أي : الفرق بين الصيغتين ، وهو  
أبو حاتم محمد بن يعقوب الهروي  أحد رؤساء الحديث  
بخراسان   ، فيما حكاه الخطيب      
[ ص: 185 ] عن شيخه  
 nindex.php?page=showalam&ids=13855البرقاني  عنه ( أعادا قراءة الصحيح )  
 nindex.php?page=showalam&ids=12070للبخاري  بعد قراءته له على بعض رواته عن  
 nindex.php?page=showalam&ids=14898الفربري     ( حتى عادا ) أي : رجع ( في كل متن ) حال كونه ( قائلا أخبركا )  
 nindex.php?page=showalam&ids=14898الفربري     ( إذ كان قال ) له ( أولا ) لظنه أنه سمعه من  
 nindex.php?page=showalam&ids=14898الفربري  لفظا : ( حدثكا )  
 nindex.php?page=showalam&ids=14898الفربري  ، بل قال لشيخه الذي قرأ عليه : تسمعني أقول : حدثكم  
 nindex.php?page=showalam&ids=14898الفربري  ، فلا تنكر علي ، مع علمك بأنك إنما سمعته منه قراءة عليه ؟ !  
قال  
 nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح     : وهذا من أحسن ; أي : أبلغ ما يحكى عمن يذهب هذا المذهب .  
( قلت : وذا رأي الذين اشترطوا إعادة الإسناد ) في كل حديث من الكتاب أو النسخة مع اتحاد السند ، وإلا لكان يكتفى بقوله : أخبركم  
 nindex.php?page=showalam&ids=14898الفربري  بجميع صحيح  
 nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري  من غير إعادة قراءة جميع الكتاب ، ولا تكرير الصيغة في كل حديث ( وهو ) أي : اشتراط الإعادة ( شطط ) لمجاوزته الحد ، والصحيح الاكتفاء بالإخبار أولا أو آخرا ، كما سيأتي في الرواية من النسخ التي إسنادها واحد .