الصحيح الزائد على الصحيحين   29 - وخذ زيادة الصحيح إذ تنص  صحته أو من مصنف يخص         30 - بجمعه نحو ابن حبان الزكي  
وابن خزيمة وكالمستدرك         31 - على تساهل وقال ما انفرد  
به فذاك حسن ما لم يرد         32 - بعلة والحق أن يحكم بما  
يليق والبستي يداني الحاكما  
 [ ص: 53 ]    ( وخذ ) أيها الطالب بعدما تقرر لك أن الشيخين لم يستوعباه ( زيادة الصحيح ) المشتمل على شرطيهما وغيره مما حكم له بالصحة ( إذ ) أي حيث ( تنص صحته ) من إمام معتمد ;  
كأبي داود  ،  
 nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي  ،  
 nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي  ،  
 nindex.php?page=showalam&ids=14269والدارقطني  ،  
والخطابي  ،  
والبيهقي  ، وغيرهم من أصحاب الكتب الشهيرة فيها ، وكذا في غيرها ، إذا صح الطريق إليهم .  
كما إذا وجد ذلك عن  
 nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان   nindex.php?page=showalam&ids=17336وابن معين  وغيرهما ، ممن لم يشتهر لهم تصنيف ، خلافا  
 nindex.php?page=showalam&ids=12795لابن الصلاح  فيما عدا الكتب الشهيرة ، بناء على مذهبه من عدم إمكان التصحيح في الأزمان المتأخرة ; لاستلزامه الحكم على السند الموصل إليهم بالصحة .  
وما وقع في كلام  
النووي     - رحمه الله - من التقييد بالتصانيف تبعا  
 nindex.php?page=showalam&ids=12795لابن الصلاح  ، كأنه للاكتفاء مما صححه بعد من الإمكان ، ثم إنه لا انحصار لأخذ الزيادة فيما سبق ، بل تؤخذ إما منه ( أو من مصنف ) بفتح النون ( يخص بجمعه ) أي : الصحيح بمقتضى ما عند مصنفه .  
( نحو ) صحيح  
أبي حاتم     (  
 nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان     ) بكسر المهملة ثم موحدة ،  
محمد التميمي البستي الشافعي الحافظ الفقيه القاضي     ( الزكي ) أي : الزاكي ، لنموه عند غير واحد من الأئمة  
كالخطيب  ، فإنه قال : كان ثقة ثبتا فاضلا فهما .  
وقال  
الحاكم     : ( كان من أوعية العلم في الفقه ، واللغة والحديث ، والوعظ ، ومن عقلاء الرجال ، واسم مصنفه " التقاسيم والأنواع " .  
( و ) نحو صحيح إمام الأئمة  
 nindex.php?page=showalam&ids=13114أبي بكر ( ابن خزيمة     ) بمعجمتين أولاهما مضمومة وبالصرف وتركه هنا ، واسمه :  
محمد بن إسحاق السلمي النيسابوري الفقيه الشافعي  ، شيخ  
 nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان  القائل فيه : ما رأيت على وجه الأرض من يحسن صناعة السنن ،      
[ ص: 54 ] ويحفظ ألفاظها الصحاح وزيادتها ، حتى كأن السنن كلها بين عينيه ، غيره ، وأخر عنه مع تقدمه ; لكون صحيحه عدم أكثره ، بخلاف صحيح  
 nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان  ، فهو موجود بتمامه .  
( وكالمستدرك ) على الصحيحين مما فاتهما  
 nindex.php?page=showalam&ids=14070للحاكم أبي عبد الله محمد بن عبد الله الضبي النيسابوري  الحافظ الثقة ( على تساهل ) منه فيه ، بإدخاله فيه عدة موضوعات ، حمله على تصحيحها ; إما التعصب لما رمي به من التشيع ، وإما غيره ، فضلا عن الضعيف وغيره .  
بل يقال : إن السبب في ذلك أنه صنفه في أواخر عمره ، وقد حصلت له غفلة وتغير ، أو أنه لم يتيسر له تحريره وتنقيحه ، ويدل له أن تساهله في قدر الخمس الأول منه قليل جدا بالنسبة لباقيه ، فإنه وجد عنده : " إلى هنا انتهى إملاء  
الحاكم     " .  
وقول  
 nindex.php?page=showalam&ids=15149أبي سعد الماليني     : " إنه طالعه بتمامه ، فلم ير فيه حديثا على شرطهما " - غير مرضي ، نعم هو معروف عند أهل العلم بالتساهل في التصحيح ، والمشاهدة تدل عليه .  
( و ) لذلك ( قال )  
 nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح  ما حاصله : ( ما انفرد )  
الحاكم     ( به ) أي : بتصحيحه ; ليخرج ما شاركه غيره في تصحيحه ، وكذا ما خرجه فقط غير      
[ ص: 55 ] مصحح له ( فذاك حسن ما لم يرد ) للقدح فيه ( بـ ) ظهور ( علة ) أي : لا ما يقتضي الرد .  
هذا ما مشى عليه  
النووي  والبدر بن جماعة  في اختصارهما  
 nindex.php?page=showalam&ids=12795ابن الصلاح  ، والموجود في نسخة : " إن لم يكن [ من قبيل الصحيح ، فهو من قبيل الحسن يحتج به " ، وظاهره عدم الحصر في أحدهما ، وأنه جعل ما لم يكن مردودا ] من أحاديثه دائرا بين الصحة والحسن احتياطا .  
وحينئذ فلم يتحكم بغير دليل ، نعم جر سده باب التصحيح إلى عدم تمييز أحدهما من الآخر ; لاشتراكهما كما صرح به في الحجية .  
( والحق ) كما أرشد إليه  
البدر بن جماعة     ( أن ) يتتبع الكتاب ويكشف عن أحاديثه و ( يحكم ) بسكون الميم - لغة - أي : يقضى على كل منها ( بما يليق ) به من الصحة أو الحسن أو الضعف .  
ثم إن السبب في تخصيص  
الحاكم  عن غيره ممن ذكر ، بالتصريح بذلك - مزيد تساهله ( و ) إلا  
 nindex.php?page=showalam&ids=13053فابن حبان ( البستي     ) وهو بضم الموحدة وإسكان المهملة وبعدها مثناة فوقانية نسبة لمدينة من بلاد  
كابل   بين  
هراة   وغزنة   ، وصف بأنه ( يداني ) أي : يقارب (  
الحاكما     ) في التساهل [ وذلك يقتضي النظر في أحاديثه      
[ ص: 56 ] أيضا ; لأنه غير متقيد بالمعدلين ، بل ربما يخرج للمجهولين ، لا سيما ومذهبه إدراج الحسن في الصحيح ، مع أن شيخنا قد نازع في نسبته إلى التساهل ، إلا من هذه الحيثية .  
وعبارته : إن كانت باعتبار وجدان الحسن في كتابه ، فهي مشاحة في الاصطلاح ; لأنه يسميه صحيحا ، وإن كانت باعتبار خفة شروطه ، فإنه يخرج في الصحيح ما كان راويه ثقة غير مدلس ، سمع ممن فوقه وسمع منه الآخذ عنه ، ولا يكون هناك إرسال ولا انقطاع .  
وإذا لم يكن في الراوي جرح ولا تعديل ، وكان كل من شيخه والراوي عنه ثقة ، ولم يأت بحديث منكر فهو عنده ثقة ، وفي كتاب الثقات له كثير ممن هذه حاله .  
ولأجل هذا ربما اعترض عليه في جعلهم من الثقات من لم يعرف اصطلاحه ، ولا اعتراض عليه ، فإنه لا يشاحح في ذلك ] .  
قلت : ويتأيد بقول  
الحازمي     :  
 nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان  أمكن في الحديث من  
الحاكم  ، وكذا قال  
العماد بن كثير     : قد التزم  
 nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة   nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان  الصحة ، وهما خير من ( المستدرك ) بكثير ، وأنظف أسانيد ومتونا ، وعلى كل حال فلا بد من النظر للتمييز . 
وكم في كتاب  
 nindex.php?page=showalam&ids=13114ابن خزيمة  أيضا من حديث محكوم منه بصحته ، وهو لا يرتقي عن رتبة الحسن ، بل وفيما صححه  
الترمذي  من ذلك جملة ، مع أنه ممن يفرق بين الصحيح والحسن .   
[ ص: 57 ] وكذا من مظان الصحيح " المختارة " مما ليس في الصحيحين أو أحدهما  
للضياء المقدسي الحافظ  ، وهي أحسن من المستدرك ، لكنها مع كونها على المسانيد لا الأبواب - لم يكمل تصنيفها .  
وتقع أيضا في  
صحيح  أبي عوانة  الذي عمله مستخرجا على  مسلم  أحاديث  كثيرة زائدة على أصله ، وفيها الصحيح والحسن ، بل والضعيف أيضا ، فينبغي التحرز في الحكم عليها أيضا .  
وأما ما يقع فيه وفي غيره من المستخرجات على الصحيحين من زيادة في أحاديثهما ، أو تتمة لمحذوف ، أو نحو ذلك - فهي صحيحة ، لكن مع وجود الصفات المشترطة في الصحيح ، فيمن بين صاحب المستخرج والراوي ، الذي اجتمعا فيه كما سيأتي قريبا .