فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي

السخاوي - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

صفحة جزء
[ كتب العلل وأهمها ] :

( و ) اعتن بما اقتضته الحاجة من كتب ( علل ) ; كـ ( العلل ) عن ابن عيينة رواية ابن المديني عنه ، ولأحمد وعلي بن المديني والبخاري ومسلم وابن أبي حاتم والترمذي ، وشرحها ابن رجب ، و ( علل الخلال ) وأبي بكر الأثرم ، مع ضمه لذلك معرفة الرجال ، وأبي بشر إسماعيل بن عبد الله والدارقطني وأبي علي النيسابوري ، و ( التمييز ) لمسلم ، ( وخيرها لأحمدا ) ولابن أبي حاتم ، وكتابه في مجلد ضخم مرتب على الأبواب ، وقد شرع الحافظ ابن عبد الهادي في شرحه ، فاخترمته المنية بعد أن كتب منه مجلدا على يسير منه .

( و ) لأبي الحسن ( الدارقطني ) ، وهو على المسانيد مع أنه أجمعها ، وليس من جمعه ، بل الجامع له تلميذه الحافظ أبو بكر البرقاني ; لأنه كان يسأله عن علل [ ص: 311 ] الأحاديث ، فيجيبه عنها بما يقيده عنه بالكتابة ، فلما مات الدارقطني وجد البرقاني قمطره امتلأ من صكوك تلك الأجوبة ، فاستخرجها وجمعها في تأليف نسبه لشيخه .

ذكر ذلك الحافظ أبو الوليد بن خيرة في ترجمة أستاذه القاضي أبي بكر بن العربي من برنامج شيوخه ، قال : ومثل هذا يذكر في ( البارع ) في اللغة لأبي علي البغدادي ; فإنه جمعه بخطه من صكوك ، فلما توفي أخرجه أصحابه ونسبوه إليه .

على أن الحافظ أبا الفضل بن طاهر قال في ( فوائد الرحلة ) له : سمعت الإمام أبي ( 2 ) الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي يقول : إن كتاب ( العلل ) الذي خرجه الدارقطني إنما استخرجه من كتاب يعقوب بن شيبة ، يعني الآتي ذكره ، واستدل له بعدم وجود مسند ابن عباس فيهما .

لكن قد تعقب شيخنا رحمه الله هذا بقوله : هذا الاستدلال لا يثبت المدعى ، ومن تأمل ( العلل ) عرف أن الذي قاله الشيخ نصر ليس على عمومه ، بل يحتمل أن لا يكون نظر في علل يعقوب أصلا ، قال : والدليل على ما قلته أنه يذكر كثيرا من الاختلاف إلى شيوخه أو شيوخ شيوخه الذين [ ص: 312 ] لم يدركهم يعقوب ، ويسوق كثيرا بأسانيده . قلت : وليس ذلك بلازم أيضا .

وقد أفرد شيخنا من هذا الكتاب ما له لقب خاص ; كالمقلوب والمدرج والموقوف ، فجعل كلا منها في تصنيف مفرد ، وجعل العلل المجردة في تصنيف مستقل .

وأما أنا فشرعت في تلخيص جميع الكتاب مع زيادات وعزو ، فانتهى منه الربع ، يسر الله إكماله . هذا كله مع عدم وقوعه هو وغيره من كتب العلل لي بالسماع ، بل ولا لشيخي من قبلي ، بلى أروي كتاب الدارقطني بسند عال عن أبي عبد الله محمد بن أحمد الخليلي عن الصدر الميدومي عن أبي عيسى بن علاق عن فاطمة ابنة سعد الخير الأنصاري قالت : أنا به أبي وأنا في الخامسة ، أنا به أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني عن البرقاني وأبي القاسم عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي ; لسماعهما من الدارقطني .

التالي السابق


الخدمات العلمية