فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي

السخاوي - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

صفحة جزء
[ معنى التصحيف والفرق بينه وبين التحريف ] وفي بعض ما أدرج في هذا الباب من الأمثلة تجوز بالنسبة لتعريفه ; فقد قال شيخنا : وإن كانت المخالفة بتغيير حرف أو حرفين مع بقاء صورة الخط في السياق ، فإن كان ذلك بالنسبة إلى النقط فالمصحف ، أو إلى الشكل فالمحرف .

ولذا قال ابن الصلاح : وتسمية بعض ذلك - يعني المذكور - تصحيفا مجاز . قال : وكثير من التصحيف المنقول عن الأكابر لهم فيه أعذار لم ينقلها ناقلوها .

قال غيره : ومن الغريب وقوع التصحيف في قراءة القرآن لجماعة من الأكابر ، لا سيما عثمان بن أبي شيبة ; فإنه ينقل عنه في ذلك أشياء عجيبة مع تصنيفه تفسيرا ، وأودع في الكتب المشار إليها من ذلك أيضا جملة ، نسأل الله التوفيق والعصمة .

فائدة : كتب سليمان بن عبد الملك إلى ابن حزم عامله على المدينة أن أحص [ ص: 66 ] من قبلك من المخنثين . فصحف الكاتب ، فخصاهم . وقيل : إنه علم ذلك قبل الفعل فكف ، كما قدمته في كتابة الحديث وضبطه .

وضد هذا أن الفرزدق كان من استجار بقبر أبيه قام في مساعدته حد القيام ، فاتفق أن تميم بن زيد القيني خرج في جيش من قبل الحجاج ، فجاءت امرأة إلى فرزدق فقالت : إني استجرت بقبر غالب أن تشفع لي إلى تميم في ابني خنيس أن يقتله . فكتب الفرزدق أبياتا إلى تميم يسأله في ذلك ، فلم يدر تميم أهو حبيس أو خنيس ، فأطلق كل من في عسكره ممن تسمى بهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية