فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي

السخاوي - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

صفحة جزء
مختلف الحديث

779 - والمتن إن نافاه متن آخر وأمكن الجمع فلا تنافر      780 - كمتن " لا يورد " مع " لا عدوى
" فالنفي للطبع وفر عدوا      781 - أو لا فإن نسخ بدا فاعمل به
أو لا فرجح واعملن بالأشبه

[ مختلف الحديث والمصنفات فيه ] ( مختلف الحديث ) ; أي : اختلاف مدلوله ظاهرا ، وهو من أهم الأنواع ، تضطر إليه جميع الطوائف من العلماء ، وإنما يكمل للقيام به من كان إماما جامعا لصناعتي الحديث والفقه ، غائصا على المعاني الدقيقة ; ولذا كان إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة من أحسن الناس فيه كلاما ، لكنه توسع حيث قال : ( لا أعرف حديثين صحيحين متضادين ، فمن كان عنده شيء من ذلك فليأتني به لأؤلف بينهما ) . وانتقد عليه بعض صنيعه في [ ص: 67 ] توسعه ، فقال البلقيني : إنه لو فتحنا باب التأويلات لاندفعت أكثر العلل .

وأول من تكلم فيه إمامنا الشافعي ، وله فيه مجلد جليل من جملة كتب ( الأم ) ، ولكنه لم يقصد استيعابه ، بل هو مدخل عظيم لهذا النوع ، يتنبه به العارف على طريقه . وكذا صنف فيه أبو محمد بن قتيبة ، وأتى فيه بأشياء حسنة ، وقصر باعه في أشياء قصر فيها ، وقد قرأتهما . وأبو جعفر بن جرير الطبري ، وأبو جعفر الطحاوي في كتابه ( مشكل الآثار ) ، وهو من أجل كتبه ، ولكنه قابل للاختصار غير مستغن عن الترتيب والتهذيب ، وقد اختصره ابن رشد ، هذا مع قول البيهقي : إنه بين في كلامه أن علم الحديث لم يكن من صناعته ، إنما أخذ الكلمة بعد الكلمة من أهله ، ثم لم يحكمها .

وممن صنف فيه أيضا أبو بكر بن فورك ، وأبو محمد القصري ، وابن حزم ، وهو نحو عشرة آلاف ورقة . وكان الأنسب عدم الفصل بينه وبين الناسخ والمنسوخ ، فكل ناسخ منسوخ مختلف ، ولا عكس .

التالي السابق


الخدمات العلمية