فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي

السخاوي - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

صفحة جزء
معرفة الصحابة

786 - رائي النبي مسلما ذو صحبة وقيل : إن طالت ولم يثبت      787 - وقيل : من أقام عاما وغزا
معه وذا لابن المسيب عزا      788 - وتعرف الصحبة باشتهار او
تواتر أو قول صاحب ولو      789 - قد ادعاها وهو عدل قبلا
وهم عدول قيل : لا من دخلا      790 - في فتنة والمكثرون ستة
أنس وابن عمر الصديقة      891 - البحر جابر أبو هريرة
أكثرهم والبحر في الحقيقة [ ص: 76 ]      792 - أكثر فتوى وهو وابن عمرا
وابن الزبير وابن عمرو قد جرى      793 - عليهم بالشهرة العبادله
ليس ابن مسعود ولا من شاكله      794 - وهو وزيد وابن عباس لهم
في الفقه أتباع يرون قولهم      795 - وقال مسروق : انتهى العلم إلى
ستة أصحاب كبار نبلا      796 - زيد أبي الدرداء مع أبي
عمر عبد الله مع علي      797 - ثم انتهى لذين والبعض جعل
الأشعري عن أبي الدردا بدل

.

[ ذكر الكتب المهمة في هذا الفن ] ( معرفة الصحابة ) : هذا حين الشروع في الرجال وطبقات العلماء وما يتصل بذلك . ومعرفة الصحابة فن جليل ، وفائدته التمييز للمرسل ، والحكم لهم بالعدالة ، وغير ذلك . ولأئمتنا فيه تصانيف كثيرة ; كعلي بن المديني في كتابه ( معرفة من نزل من الصحابة سائر البلدان ) ، وهو في خمسة أجزاء فيما ذكره الخطيب ، يعني لطيفة . وكالبخاري ، وقال شيخنا : إنه أول من صنف فيها فيما علم . وكالترمذي ومطين وأبي بكر بن أبي داود وعبدان وأبي علي بن السكن في ( الحروف ) ، وأبي حفص ابن شاهين ، وأبي منصور الباوردي ، وأبي حاتم بن حبان ، وأبي العباس الدغولي ، وأبي نعيم ، وأبي عبد الله بن منده ، والذيل عليه لأبي موسى المديني ، وكأبي عمر بن عبد البر في ( الاستيعاب ) ، وهو كما قال النووي من أحسنها وأكثرها فوائد ، لولا ما شانه بذكر ما شجر بين الصحابة ، وحكايته عن الأخباريين . والذيل عليه بجماعة ; كأبي إسحاق بن الأمين وأبي بكر بن فتحون ، وهما متعاصران ، وثانيهما أحسنهما . واختصر محمد بن يعقوب بن محمد بن أحمد الخليلي الاستيعاب ، وسماه ( إعلام الإصابة بأعلام الصحابة ) .

في آخرين يعسر حصرهم ; كأبي الحسن محمد بن صالح الطبري ، وأبوي القاسم البغوي والعثماني ، وأبي الحسن بن قانع في معاجيمهم . وكذا الطبراني في معجمه الكبير خاصة . وكان منهم على رأس القرن السابع العز أبو الحسن علي بن محمد الجزري ابن [ ص: 77 ] الأثير أخو أبي السعادات صاحب ( النهاية في الغريب ) في كتاب حافل سماه ( أسد الغابة ) جمع فيه بين عدة من الكتب السابقة ، ولكنه مع ضبطه وتحقيقه لأشياء حسنة لم يستوعب ولم يهذب ، ومع ذلك فعليه المعول لمن جاء بعده ، حتى إن كلا من النووي والكاشغري اختصره ، واقتصر الذهبي على تجريده ، وزاد عليه الناظم عدة أسماء . ولأبي أحمد العسكري فيها كتاب رتبه على القبائل . ولأبي القاسم عبد الصمد بن سعيد الحمصي الذي نزل منهم حمص خاصة ، ولمحمد بن الربيع الجيزي الذي نزل مصر ، ولأبي محمد بن الجارود الآحاد منهم . وللحافظ عبد الغني بن عبد الواحد المقدسي ( الإصابة لأوهام حصلت في معرفة الصحابة لأبي نعيم ) في جزء كبير . ولخليفة بن خياط ، ومحمد بن سعد ، ويعقوب بن سفيان ، وأبي بكر بن أبي خيثمة وغيرهم ، في كتب لم يخصوها بهم ، بل يضم من بعدهم إليهم .

وقد انتدب شيخنا لجمع ما تفرق من ذلك ، وانتصب لدفع المغلق منه على السالك ، مع تحقيق لغوامض ، وتوفيق بين ما هو بحسب الظاهر كالمتناقض ، وزيادات جمة وتتمات مهمة في كتاب سماه ( الإصابة ) ، جعل كل حرف منه غالبا على أربعة أقسام :

الأول : فيمن وردت روايته أو ذكره من طريق صحيحة أو حسنة أو ضعيفة أو منقطعة .

الثاني : من له رؤية فقط .

الثالث : من أدرك الجاهلية والإسلام ، ولم يرد في خبر أنه اجتمع بالنبي - صلى الله عليه وسلم - .

الرابع : من ذكر في كتب مصنفي الصحابة أو مخرجي المسانيد غلطا ، مع بيان ذلك وتحقيقه مما لم يسبق إلى غالبه . وهذا القسم هو المقصود بالذات منه ، وقد وقع التنبيه فيه على عجائب يستغرب وقوع مثلها ، ومات قبل عمل المبهمات ، وأرجو عملها .

التالي السابق


الخدمات العلمية