فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي

السخاوي - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

صفحة جزء
القسم الأول من العشرة وهو قسمان : ( من اسمه كنيته انفرادا ) ; أي : ليس له كنية ولا اسم غيرها ، ( نحو أبي بلال ) الأشعري الراوي عن شريك وغيره ; فإنه روي عنه أنه قال : ليس لي اسم ، اسمي وكنيتي واحد . وما قيل من أن اسمه محمد ، فشاذ ، ونحو أبي حصين بن يحيى بن سليمان الرازي ، روى عنه جماعة ، منهم أبو حاتم الرازي ، وسأله هل لك اسم ؟ فقال : لا ، اسمي وكنيتي واحد . قال : فقلت له : أنا أسميك عبد الله . فتبسم ، وما وقع في ترجمة الحسن بن العباس المقرئ من المعجم الصغير للطبراني من أن اسم أبي حصين يحيى بن سليمان فوهم ، فيحيى إنما هو اسم أبيه ، وكذا ذكر من أمثلة هذا القسم أبو بكر بن عياش المقرئ راوي قراءة عاصم ; لقوله : ليس لي اسم غيره ، وسأله ابنه إبراهيم لما نزل به الموت عن ذلك فقال : يا بني ، إن أباك لم يكن له اسم ، وإنه لم يأت فاحشة قط ، ويختم القرآن منذ ثلاثين سنة ، كل يوم مرة . ولذا لما سأل أبو حاتم ابنه هذا عن اسم أبيه ، قال : اسمه وكنيته واحد . وهو الذي صححه ابن حبان وابن الصلاح والمزي ، وقيل : بل له اسم غيرها ، فقيل : حبيب أو حماد أو خداش أو رؤبة أو سالم أو شعبة أو عبد الله أو محمد أو مسلم أو مطرف . وقال ابن عبد البر : إن صح له اسم فهو شعبة ، وهو الذي صححه أبو زرعة ومشى عليه الشاطبي ، وعاش قريبا من مائة سنة حتى كانت وفاته بعد التسعين ومائة ، وأبو عمرو بن العلاء [ ص: 215 ] المازني أحد أئمة القراء قيل : اسمه كنيته . وقيل : بل سمي إما العريان أو زبان أو يحيى أو جزء أو غيرها على الأقوال ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أحد الفقهاء السبعة ، لما قيل من أن اسمه كنيته ، ولكن قد قيل في اسمه : إسماعيل أو عبد الله . وهو الأرجح ، وبالجملة فأمثلة هذا القسم قليلة ، وقل أن تخلو من خدش ، وما أظرف قول بعض هؤلاء لابنه وقد سأله عن اسمه : يا بني ، إن أباك ولد بعد أن قسمت الأسماء .

( أو ) بالنقل ( قد زادا ) على الكنية التي هي اسمه ، وهو ثاني قسمي القسم الأول ( نحو أبي بكر بن ) محمد بن عمرو بن ( حزم ) الأنصاري ، ( قد كني أبا محمد بخلف ) فيها فيقال : إن أبا بكر اسمه ، وإن أبا محمد كنيته . وقيل : بل اسمه كنيته ، وهو أبو بكر ونحوه القول بأنه لا كنية له ، بل اسمه وكنيته واحد . حكاه ابن الصلاح وغيره ، ( فافطن ) لهذا الخلاف ، وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أحد الفقهاء السبعة ، اسمه أبو بكر ، وكنيته أبو عبد الرحمن ، على ما قاله ابن الصلاح ، ثم المزي ، وقيل : أبو محمد . وقيل : اسمه محمد .

[ ص: 216 ] وقيل : عمر . ولكن الصحيح عند النووي والمزي أن اسمه كنيته .

التالي السابق


الخدمات العلمية