فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي

السخاوي - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

صفحة جزء
( وعكسه ) وهو السادس من اختلف في أسمائهم دون كناهم ; كأبي هريرة ، فإنه لا خلاف في تكنيه بها ، واختلف في اسمه على نحو عشرين قولا ، فقيل : عبد شمس وعبد تيم وعبد نهم ، وعبد العزى وعبد يا ليل ، وهذه لا جائز أن تبقى بعد أن أسلم ، كما أشار إليه ابن خزيمة ، وعبيد بدون إضافة ، وعبيد الله وسكين بالتصغير ، وسكن بفتحتين ، وعمرو بفتح العين ، وعمير بالتصغير ، وعامر وبرير ، وبر ، ويزيد ، وسعد وسعيد ، وعبد الله ، وعبد الرحمن ، وجميعها محتمل في الجاهلية والإسلام إلا الأخيرين فإنهما إسلاميان جزما ، وكذا مجموع ما قيل في اسم أبيه خمسة عشر قولا ، بل قال القطب الحلبي : إنه اجتمع من اسمه واسم أبيه أربعة وأربعون قولا ، مذكورة في ( الكنى ) للحاكم و ( الاستيعاب ) و ( تاريخ ابن عساكر ) ، واختار ابن إسحاق أنه عبد الرحمن بن صخر ، وصححه أبو أحمد الحاكم والرافعي في ( التذنيب ) ، والنووي ، وصحح الدمياطي أنه عمير بن عامر .

( وفيهما ) ; أي : في الأسماء والكنى جميعا اختلاف ، وهو السابع ; كسفينة مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فسفينة إنما هو لقبه وبه اشتهر ، وفي اسمه واحد وعشرون قولا ، قيل : عمير أو صالح أو مهران أو طهمان أو قيس . ولا نطيل بسردها ، وكذا كني بأبي عبد الرحمن أو أبي البختري .

( وعكسه ) وهو الثامن من لم يختلف في [ ص: 219 ] واحد من اسمه وكنيته ; كالأئمة الأربعة آباء عبد الله ; مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة النعمان بن ثابث .

( وذو اشتهار بسم ) بضم السين المهملة لغة في الاسم غير لغة القصر ، فيعرب بالحركات الظاهرة ; أي : من اشتهر باسمه دون كنيته ، وإن كانت له كنية معينة ، وهو التاسع ، وهو الذي أفرده ابن الصلاح كما قدمنا بنوع ; كطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف والحسن بن علي بن أبي طالب ، في آخرين كنية كل منهم أبو محمد ، وكالزبير بن العوام والحسين بن علي وحذيفة وسلمان وجابر فى آخرين كنوا بأبي عبد الله ، ( وعكسه ) وهو العاشر من اشتهر بكنية دون اسمه وإن كان اسمه معينا معروفا ، ومنه ( أبو الضحى ) بضم الضاد المعجمة ثم حاء مفتوحة كنية ( لمسلم ) بن صبيح بضم المهملة ثم موحدة مفتوحة وآخره مهملة ، وأبو إدريس الخولاني عائذ الله بن عبد الله في آخرين ، ومما يلتحق بالكنى نوعان : أهملهما ابن الصلاح وأتباعه ، من وافقت كنيته اسم أبيه ; كأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق المدني أحد أتباع التابعين .

قال شيخنا : وفائدة معرفته نفي الغلط عمن نسبه إلى أبيه ، فقال : أنا ابن إسحاق . لظنه أنه تصحيف ، وأن الصواب : أنا أبو إسحاق ، أو كنيته كنية زوجته كأبي أيوب الأنصاري ، وأم أيوب ، صحابيان مشهوران ، وفائدته دفع توهم تصحيف أداة الكنية ، وعندي فيه مصنف لأبي الحسن بن حيويه .

التالي السابق


الخدمات العلمية