فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي

السخاوي - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

صفحة جزء
( ومنه ) أي : هذا النوع ، وهو ثامن الأقسام ( ما ) يحصل الاتفاق فيه ( في ) لفظ ( نسب ) فقط ، والافتراق في أن ما نسب إليه أحدهما غير ما نسب إليه الآخر ، ولأبي الفضل بن طاهر الحافظ فيه بخصوصه تصنيف حسن ، ( كالحنفي ) حيث يكون المنسوب إليه ( قبيلا ) أي : قبيلة ، وهم بنو حنيفة ، منهم أبو بكر عبد الكبير ، وأبو علي عبيد الله ابنا عبد الحميد الحنفي ، أخرج لهما الشيخان ، ( أو ) بالنقل يكون ( مذهبا ) وهم خلق يدينون مذهب أبي حنيفة النعمان بن ثابت الكوفي ، أفردوا بالتصنيف من غير واحد ، وأنت فيمن ينسب للمذهب بالخيار بين أن تقول : حنفي بلا ياء ، ( أو ) بالنقل ( بالياء ) المثناة التحتانية وبالقصر ، كما ذهب إليه جماعة من المحدثين ، منهم ابن طاهر المذكور ، ( صف ) ; ليكون إثباتها مميزا لهم عن الآخرين ، لكن قال ابن الصلاح : إنه لم يجد ذلك عن أحد من النحويين إلا عن أبي بكر بن الأنباري الإمام ، قاله في ( الكافي ) . انتهى .

وقد اشتبه جماعة ممن نسب إلى القبيلة ، على بعض من صنف طبقات الحنفية فأدخلهم فيها ، وربما كان فيهم من تقدم على إمام المذهب ، كما اتفق لابن شهردار الديلمي صاحب ( الفردوس ) ; فإنه أدخل في تاريخه - لهمدان كما قال الذهبي - خلقا من الهمدانيين المنسوبين إلى [ ص: 282 ] القبيلة ، وكالآملي فهو موضعان ; آمل طبرستان ، قال السمعاني ، وأكثر أهل العلم من أهل طبرستان منه ، وآمل جيحون ، ومنهم عبد الله بن حماد الآملي أحد شيوخ البخاري ، وقد جعله الحافظان أبو علي الغساني ثم عياض من الأولى ، قال ابن الصلاح : وهو خطأ .

ومنه أن يتفق اسم أب الراوي واسم شيخه مع مجيئهما معا مهملين من نسبة يتميز أحدهما بها عن الآخر ; كالربيع بن أنس ، عن أنس ، هكذا يأتي في الروايات فيظن أنه يروي عن أبيه ، كما وقع في الصحيح عن عامر بن سعد ، عن سعد ، وهو أبوه ، وليس أنس شيخ الربيع والده ، بل أبوه بكري ، وشيخه أنصاري ، وهو أنس بن مالك الصحابي الشهير ، وليس الربيع المذكور من أولاده .

التالي السابق


الخدمات العلمية