فتح المغيث بشرح ألفية الحديث للعراقي

السخاوي - شمس الدين محمد بن عبد الرحمن السخاوي

صفحة جزء
تواريخ الرواة والوفيات

951 - ووضعوا التأريخ لما كذبا ذووه حتى بان لما حسبا      952 - فاستكمل النبي والصديق
كذا علي وكذا الفاروق      953 - ثلاثة الأعوام والستينا
وفي ربيع قد قضى يقينا      954 - سنة إحدى عشرة وقبضا
عام ثلاث عشرة التالي الرضا      955 - ولثلاث بعد عشرين عمر
وخمسة بعد ثلاثين غدر      956 - عاد بعثمان كذاك بعلي
في الأربعين ذو الشقاء الأزلي      957 - وطلحة مع الزبير جمعا
سنة ست وثلاثين معا      958 - وعام خمسة وخمسين قضى
سعد وقبله سعيد فمضى      959 - سنة إحدى بعد خمسين وفي
عام اثنتين وثلاثين تفي [ ص: 305 ]      960 - قضى ابن عوف والأمين سبقه
عام ثماني عشرة محققه      961 - وعاش حسان كذا حكيم
عشرين بعد مائة تقوم      962 - ستون في الإسلام ثم حضرت
سنة أربع وخمسين خلت      963 - وفوق حسان ثلاثة كذا
عاشوا وما لغيرهم يعرف ذا      964 - قلت حويطب بن عبد العزى
مع ابن يربوع سعيد يعزى      965 - هذان مع حمنن وابن نوفل
كل إلى وصف حكيم فاجمل      966 - وفي الصحاب ستة قد عمروا
كذاك في المعمرين ذكروا      967 - وقبض الثوري عام إحدى
من بعد ستين وقرن عدا      968 - وبعد في تسع تلي سبعينا
وفاة مالك وفي الخمسينا      969 - ومائة أبو حنيفة قضى
والشافعي بعد قرنين مضى      970 - لأربع ثم قضى مأمونا
أحمد في إحدى وأربعينا      971 - ثم البخاري ليلة الفطر لدى
ست وخمسين بخرتنك ردى      972 - ومسلم سنة إحدى في رجب
من بعد قرنين وستين ذهب      973 - ثم لخمس بعد سبعين أبو
داود ثم الترمذي يعقب      974 - سنة تسع بعدها وذو نسا
رابع قرن لثلاث رفسا      975 - ثم لخمس وثمانين تفي
الدارقطني ثمت الحاكم في      976 - خامس قرن عام خمسة فني
وبعده بأربع عبد الغني      977 - ففي الثلاثين أبو نعيم
ولثمان بيهقي القوم      978 - من بعد خمسين وبعد خمسة
خطيبهم والنمري في سنة

[ حقيقة التأريخ ] ( تواريخ الرواة والوفيات ) وحقيقة التاريخ : التعريف بالوقت الذي تضبط به الأحوال في المواليد والوفيات ، ويلتحق به ما يتفق من الحوادث والوقائع التي ينشأ عنها معان حسنة مع تعديل وتجريح ونحو ذلك ، وحينئذ فالعطف بالوفيات من عطف الأخص على الأعم ، يقال : تأريخ وتوريخ ، وأرخت [ ص: 306 ] الكتاب وورخته بمعنى ، وقال الصولي : تاريخ كل شيء غايته ووقته الذي ينتهي إليه زمنه ، ومنه قيل لفلان : تأريخ قومه . أي : إليه المنتهى في شرف قومه ، كما قاله المطرزي ، أو لكونه ذاكر للأخبار وما شاكلها ، وممن لقب بذلك أبو البركات محمد بن سعد بن سعيد البغدادي العسال المقرئ الحنبلي المتوفى في سنة تسع وخمسمائة .

وأول من أمر به عمر بن الخطاب ، وذلك في سنة ست عشرة من الهجرة النبوية من مكة إلى المدينة ، واختير لابتدائه أول سنيها بعد أن جمع المهاجرين والأنصار ، واستشارهم فيه ; لأنها فيما قيل غير مختلف فيها بخلاف وقت كل من البعثة والولادة ، وأما وقت الوفاة فهو وإن لم يختلف فيه فالابتداء به ، وجعله أصلا غير مستحسن عقلا ; لتهييجه للحزن والأسف ، وأيضا فوقت الهجرة مما يتبرك به ; لكونه وقت استقامة ملة الإسلام وتوالي الفتوح وترادف الوفود واستيلاء المسلمين ، ثم اختير أن تكون السنة مفتتحة من شهورها بالمحرم ; لكونه شهر الله ، وفيه يكسى البيت ، ويضرب الورق ، وفيه يوم تاب فيه قوم فتيب عليهم ، وكان السبب فيه كما رواه ابن جرير من طريق الشعبي أن أبا موسى الأشعري كتب إلى عمر أنه تأتينا منك كتب ليس فيها تأريخ فأرخ . بل روي أيضا من طريق ابن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ، وقدمها في شهر ربيع الأول أمر بالتأريخ ، ومن طريق عمرو بن دينار ، أول من أرخ يعلى بن أمية وهو باليمن ، ولكن المعتمد الأول .

[ ص: 307 ] وهو فن عظيم الوقع من الدين ، قديم النفع به للمسلمين ، لا يستغنى عنه ولا يعتنى بأعم منه ، خصوصا ما هو القصد الأعظم منه ، وهو البحث عن الرواة والفحص عن أحوالهم في ابتدائهم وحالهم واستقبالهم ; لأن الأحكام الاعتقادية والمسائل الفقهية مأخوذة من كلام الهادي من الضلالة والمبصر من العمى والجهالة ، والنقلة لذلك هم الوسائط بيننا وبينه ، والروابط في تحقيق ما أوجبه وسنه ، فكان التعريف بهم من الواجبات ، والتشريف بتراجمهم من المهمات ; ولذا قام به في القديم والحديث أهل الحديث ، بل نجوم الهدى ورجوم العدى .

التالي السابق


الخدمات العلمية