صفحة جزء
10556 - حدثنا أبو عبيدة عبد الوارث بن إبراهيم العسكري ، ثنا سيف بن مسكين الأسواري ، ثنا مبارك بن فضالة ، عن الحسن ، عن عتي السعدي ، قال عتي : خرجت في طلب العلم حتى قدمت الكوفة ، فإذا بعبد الله بن مسعود بين ظهراني أهل الكوفة ، فسألت عنه فأرشدت إليه ، فإذا هو في مسجد الأعظم ، فأتيته فقلت : أبا عبد الرحمن ، إني جئت أضرب إليك أقتبس منك علما ، لعل الله أن ينفعنا به بعدك ، فقال لي : ممن الرجل ؟ فقلت : رجل من أهل البصرة ، فقال : ممن ؟ قلت : من هذا الحي من بني سعد ، فقال لي : يا سعدي ، لأحدثن فيكم بحديث [ ص: 229 ] سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه رجل فقال : يا رسول الله ، ألا أدلك على قوم كثيرة أموالهم ، كثير شوكتهم ، تصيب منهم مالا دثرا ، أو قال : كثيرا ، فقال : " من هم ؟ " فقال : هم هذا الحي من بني سعد من أهل الرمال ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فإن بني سعد عند الله ذو حظ عظيم " ، سل يا سعدي ، فقلت : أبا عبد الرحمن ، هل للساعة من علم تعرف به الساعة ؟ وكان متكئا فاستوى جالسا ، فقال : يا سعدي ، سألتني عما سألت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قلت : يا رسول الله ، هل للساعة من علم تعرف به الساعة ؟ فقال لي : " يا ابن مسعود ، إن للساعة أعلاما ، وإن للساعة أشراطا ، ألا وإن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكون الولد غيظا ، وأن يكون المطر قيظا ، وأن تفيض الأشرار فيضا ، يا ابن مسعود إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يصدق الكاذب ، وأن يكذب الصادق ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يؤتمن الخائن ، وأن يخون الأمين ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تواصل الأطباق ، وأن تقاطع الأرحام ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يسود كل قبيلة منافقوها ، وكل سوق فجارها ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تزخرف المساجد ، وأن تخرب القلوب ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكون المؤمن في القبيلة أذل من النقد ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تكثف المساجد وأن تعلو المنابر ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يعمر خراب الدنيا ، ويخرب عمرانها ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تظهر المعازف ، وتشرب الخمور ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها شرب الخمور ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها الشرط والغمازون واللمازون ، يا ابن مسعود ، إن من أعلام الساعة وأشراطها أن يكثر أولاد [ ص: 230 ] الزنى " . قلت : أبا عبد الرحمن ، وهم مسلمون ؟ قال : نعم ، قلت : أبا عبد الرحمن ، والقرآن بين ظهرانيهم ؟ قال : " نعم " ، قلت : أبا عبد الرحمن ، وأنى ذاك ؟ قال : " يأتي على الناس زمان يطلق الرجل المرأة ، ثم يجحد طلاقها فيقيم على فرجها ، فهما زانيان ما أقاما " .

التالي السابق


الخدمات العلمية