صفحة جزء
[ ص: 301 ] عبيد الله بن عبد الله عن ابن عباس

10731 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا سليمان بن داود الهاشمي ، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس قال : ما نصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في موطن نصره في أحد ، فأنكر ذلك عليه ، فقال ابن عباس : بيني وبين من ينكر كتاب الله ، إن الله يقول ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه ، فقال ابن عباس : والحس : القتل ، حتى إذا فشلتم إلى قوله ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين ، وإنما عنى بهذا الرماة ، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أقامهم في مرصد ثم قال : " احموا ظهورنا ، فإن رأيتمونا نقتل فلا تنصرونا ، وإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا " ، فلما غنم الله النبي صلى الله عليه وسلم وأباحه عسكر المشركين انكفت الرماة جميعا فدخلوا العسكر ينتهبون ، وقد التفت صفوف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فهم هكذا ، وشبك بين أصابعه اليمنى واليسرى ، فلما أخلت الرماة تلك الحلة التي كانوا فيها دخلت الخيل من ذلك الموضع على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، فضرب بعضهم بعضا ، وقتل من المسلمين ناس كثير ، وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من أول النهار حتى من أصحاب لواء المشركين سبعة أو تسعة ، وجال المسلمون جولة نحو الخيل ، ولم يبلغوا حيث يقول الناس الغار ، إنما كانوا تحت المهراس ، وصاح الشيطان : قتل محمد ، فلم نشك فيه أنه حق ، قال : [ ص: 302 ] وإنا كذلك لا نشك أنه حقا قد قتل ، حتى طلع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الشعبين ، فعرفته بتكفئه إذا مشى ، قال : ففرحنا حتى كأنه لم يصبنا ما أصابنا ، قال : فرقى نحونا وهو يقول : " اشتد غضب الله على قوم دموا وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم " ، قال : ويقول مرة أخرى : " اللهم إنه ليس لهم أن يعلونا حتى ينتهوا إلينا " ، فمكث ساعة وإذا أبو سفيان يصيح من أسفل الجبل : اعل هبل ، يعني آلهته ، أين ابن أبي كبشة ، أين ابن أبي قحافة ، أين ابن الخطاب ؟ قال : فقال عمر : يا رسول الله ، أفلا أجيبه ؟ قال : " بلى " ، قال : فلما قال : اعل هبل ، قال عمر بن الخطاب : الله أعلى وأجل ، قال : فقال أبو سفيان : يا ابن الخطاب ، إنك قد أنعمت ، فعاد لمثلها ، فقال : أين ابن أبي كبشة ، أين ابن أبي قحافة ، أين ابن الخطاب ؟ فقال عمر : هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا أبو بكر ، وهذا أنا عمر ، فقال أبو سفيان : يوم بيوم بدر ، إن الأيام دول ، وإن الحرب سجال . قال : فقال عمر : لا سواء ، قتلانا في الجنة ، وقتلاكم في النار ، فقال : إنكم لتزعمون ذلك ، لقد خبنا إذا وخسرنا ، ثم قال أبو سفيان : أما إنكم ستجدون في قتلاكم مثلا ، ولم يكن ذلك عن رأي كبرائنا ، ثم أدركته حمية الجاهلية فقال : أما إنه كان ذلك لم نكرهه .

التالي السابق


الخدمات العلمية