صفحة جزء
عبد الله بن لحي الهوزني عن بلال

1119 - حدثنا أحمد بن خليد الحلبي ، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ، حدثنا معاوية بن سلام ، عن زيد بن سلام ، أنه سمع أبا سلام ، قال : حدثني عبد الله الهوزني ، قال : لقيت بلالا مؤذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقلت : يا بلال ، حدثني كيف كانت نفقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؟ فقال : ما كان له شيء ، كنت أنا الذي ألي ذاك منه منذ بعثه الله - عز وجل - ، حتى توفي ، وكان إذا أتاه الإنسان المسلم فرآه عاريا ، يأمرني به فأنطلق ، فأستقرض فأشتري البردة ، فأكسوه وأطعمه ، حتى اعترضني رجل من المشركين ، فقال : يا بلال ، إن عندي سعة ، [ ص: 364 ] فلا تستقرض من أحد إلا مني ، ففعلت ، فلما كان ذات يوم توضأت ، ثم قمت لأؤذن بالصلاة ، فإذا المشرك قد أقبل في عصابة من التجار ، فلما رآني قال : يا حبشي ، قلت : يا لبيك ، فتجهمني ، وقال لي قولا عظيما ، فقال : أتدري كم بينك وبين الشهر ، قلت : قريب ، قال : إنما بينك وبينه أربع ، وآخذك بالذي لي عليك ، فإني لم أعطك الذي أعطيتك من كرامتك ، ولا كرامة صاحبك علي ، ولكن إنما أعطيتك لأتخذك لي عبدا ، فأردك ترعى الغنم كما كنت قبل ذلك ، فأخذ في نفسي ما يأخذ في أنفس الناس ، فانطلقت ، ثم أذنت بالصلاة حتى إذا صليت العتمة ، رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهله ، فاستأذنت عليه فأذن لي ، فقلت : يا رسول الله ، إن المشرك الذي كنت ادنت منه ، قال لي كذا وكذا ، وليس عندك ما تقضي عني ، وليس عندي ، وهو فاضحي ، فائذن لي أن آبق إلى بعض هؤلاء الأحياء الذين قد أسلموا حتى يرزق الله رسوله - صلى الله عليه وسلم - ما يقضي عني ، فخرجت حتى أتيت منزلي ، فجعلت سيفي وجرابي ومجني ونعلي عند رأسي ، واستقبلت بوجهي الأفق ، فكلما نمت ساعة انتبهت ، فإذا رأيت علي ليلا نمت ، حتى ينشق عمود الصبح الأول ، فأردت أن أنطلق ، فإذا إنسان يسعى يدعو : يا بلال أجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فانطلقت حتى أتيته فإذا أربع ركائب مناخات عليهن أحمالهن ، فأتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستأذنت ، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أبشر ، فقد جاءك الله بقضائك " فحمدت الله - عز وجل - ، وقال : " ألم تمر على الركائب المناخات الأربع ؟ " قلت : بلى ، قال : " إن لك رقابهن ، وما عليهن كسوة وطعام أهداهن إلي عظيم فدك ، فاقبضهن ثم اقض دينك " ففعلت ، فحططت عنهن أحمالهن ، ثم عقلتهن ، ثم قمت إلى تأذيني صلاة الصبح حتى إذا صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرجت إلى البقيع ، فجعلت إصبعي في أذني ، فناديت ، فقلت : من كان يطلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدين فليحضر ، فما زلت أبيع وأقضي حتى لم يبق على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دين في الأرض ، حتى فضل في يدي أوقيتان - أو أوقية ونصف - ثم انطلقت إلى [ ص: 365 ] المسجد وقد ذهب عامة النهار ، وإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعدا في المسجد وحده ، فسلمت عليه ، فقال لي : " ما فعل ما قبلك ؟ " قلت : قد قضى الله كل شيء كان على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يبق شيء ، فقال : " أفضل شيء " فقلت : نعم ، قال : " انظر أن تريحني منها ، فإني لست داخلا على أحد من أهلي حتى تريحني منه " فلم يأتنا أحد حتى أمسينا ، فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العتمة دعاني ، فقال لي : " ما فعل الذي قبلك ؟ " قلت : هو معي لم يأتنا أحد ، فبات في المسجد حتى أصبح ، فظل اليوم الثاني حتى كان في آخر النهار جاء راكبان ، فانطلقت بهما وأطعمتهما وكسوتهما ، حتى إذا صلى العتمة دعاني ، فقال : " ما فعل الذي قبلك ؟ " فقلت : قد أراحك الله منه يا رسول الله ، فكبر وحمد الله - عز وجل - شفقا من أن يدركه الموت وعنده ذلك ، ثم اتبعته حتى جاء أزواجه ، فسلم على امرأة امرأة حتى أتى مبيته ، فهو الذي سألتني عنه

1120 - حدثنا إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي ، ثنا محمد بن مصفى ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن معاوية بن سلام ، حدثني ابن سلام ، عن غيلان الثقفي ، عن بلال ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، مثله .

التالي السابق


الخدمات العلمية