صفحة جزء
1270 - حدثنا عبد الوارث بن إبراهيم أبو عبيدة العسكري ، ثنا سيف بن مسكين ، ثنا أبو الأشهب ، عن عامر الشعبي ، عن فاطمة بنت قيس ، قالت : سمعت منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم ينادي : " الصلاة جامعة " ، فخرجت في نسوة من الأنصار حتى أتينا المسجد ، فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الظهر ، ثم صعد المنبر ، فاستقبلنا بوجهه ضاحكا ، ثم قال : " أي والله ما جمعتكم لرغبة حدثت ، ولا لرهبة إلا لحديث حدثني به ، تميم الداري أتاني فأسلم وبايع ، فأخبرني أنه ركب في ثلاثين رجلا ، من لخم ، وجذام ، وهما حيان من أحياء [ ص: 55 ] العرب من أهل اليمن ، صادفوا البحر حين اغتلم ، فلعب بهم الموج شهرا ، ثم قذفهم قريبا من غروب الشمس ، إلى جزيرة من جزائر البحر ، فإذا نحن بدابة أهلب لا يعرف قبلها ، من دبرها ، قلنا ما أنت أيتها الدابة ؟ فكلمتنا بإذن الله بلسان ذلق طلق ، فقالت : أنا الجساسة ، قلنا : وما الجساسة ؟ قالت : إليكم عني عليكم بذاك الدير في أقصى الجزيرة ، فإن فيه رجلا هو إلى خبركم بالأشواق ، فأتينا الدير ، فإذا نحن برجل أعظم رجل رأيته قط خلقا ، وأجسمه جسما ، وإذا هو ممسوح العين اليمنى ، كأن عينه نخامة في جدار مجصص ، وإذا يداه مغلولتان إلى عنقه ، وإذا رجلاه مشدودتان بالكبول من ركبتيه إلى قدميه ، فقلنا له : ما أنت أيها الرجل ؟ قال : أما خبري فقد قدرتم عليه ، ولكن أخبروني عن خبركم ، ما أوقعكم هذه الجزيرة ؟ وهذه الجزيرة لم يصل إليها آدمي منذ صرت إليها ، فقال لنا : أخبروني عن بحيرة الطبرية ما فعلت ؟ قلنا له : عن أي أمرها تسأل ؟ قال : هل نضب ماؤها ؟ وهل بدأ فيها من العجائب ؟ قلنا له : لا ، قال : إنه سيكون ، ثم سكت مليا ، ثم قال : أخبروني عن عين زغر ما فعلت ؟ ، قلنا له عن أي أمرها ؟ قال : هل يحترث عليها أهلها ؟ ، قلنا له : نعم ، قال : أما إنه سوف يغور عليها ماؤها ، ولا يحترث عليها أهلها ، ثم سكت مليا ، ثم قال : أخبروني عن نخل بيسان ما فعل ؟ ، قلنا له : عن أي أمره تسأل ؟ قال : هل يثمر ؟ قلنا له : نعم ، قال : أما إنه لا يثمر ، ثم سكت مليا فقال : أخبروني عن النبي الأمي ما فعل ؟ ، قلنا له : عن أي أمره تسأل ؟ قال : هل ظهر بعد ؟ قلنا : نعم ، قال : فما صنعت معه العرب ؟ قلنا : منهم من قاتله ، ومنهم من صدقه ، فقال : إنه من صدقه فهو خير له ثلاثا ، فقلنا : أخبرنا خبرك أيها الرجل ، فقال : أما تعرفوني ؟ قلنا : لو عرفناك ما سألناك ، قال : أنا الدجال ، يوشك أن يؤذن لي في الخروج ، فإذا خرجت وطئت جزائر العرب كلها غير مكة ، وطيبة ، كلما أردتهما ، استقبلني ملك معه السيف صلتا فردني عنها ، - قال أبو الأشهب : قال عامر : قالت [ ص: 56 ] فاطمة : فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعا يديه حتى رأيت بياض إبطيه ، ثم قال : " ألا أخبركم إن هذه طيبة " ثلاثا ثم قال : " ألا أخبركم إنه في نحو الشام " ، ثم أغمي عليه ساعة ، ثم ارتج ثم سري عنه ، ثم قال : " بل هو في اليمن " ثلاثا ، ثم أغمي عليه ساعة ، وارتج ، ثم سري عنه ، فقال : " بل هو في نحو العراق ، بل هو في نحو العراق ، بل هو في نحو العراق ، يخرج حين يخرج من بلدة ، يقال لها أصبهان من قرية من قراها يقال لها رستقباذ يخرج حين يخرج على مقدمته سبعون ألفا عليهم السيجان ، معه نهران ، نهر من ماء ، ونهر من نار ، فمن أدرك ذلك منكم ، فقيل له : ادخل الماء فلا يدخله فإنه نار ، وإذا قيل له ادخل النار فليدخلها فإنه ماء " .

التالي السابق


الخدمات العلمية