صفحة جزء
( 50 ) حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف المصري ، ثنا أحمد بن صالح ، أنا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، أن محمود بن الربيع الأنصاري ، حدثه ، أن عتبان بن مالك وهو من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 30 ] ممن شهد بدرا من الأنصار حدثه ، أنه أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إني قد أنكرت بصري ، وأنا أصلي لقومي ، وإذا كانت الإمطارات سالت الوادي الذي بيني وبينهم ، ولم أستطع أن آتي مسجدهم فأصلي لهم ، ووددت يا رسول الله ، أنك تأتيني فتصلي في مصلى أتخذه مصلى ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " سأفعل إن شاء الله " قال عتبان : فغدا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر حين ارتفع النهار ، فاستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأذنت له فلم يجلس حتى دخل البيت ثم قال : " أين تحب أن أصلي من بيتك ؟ " فأشرت إلى ناحية من البيت ، فقام فكبر ، فقمنا وراءه فصلى ركعتين ثم سلم ، وحبسناه على خزيرة صنعناها ، فنال رجال من أهل الدار حولنا حتى اجتمع في البيت رجال ذو عدد ، فقال قائل منهم : أين مالك بن الدخشن ؟ فقال بعضهم : ذاك منافق لا يحب الله ورسوله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تفعل ، ألا تراه قد قال لا إله إلا الله يريد بذلك وجه الله ؟ " فقالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنما وجهه ونصحته للمنافقين فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " فإن الله قد حرم على النار من قال : لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل " قال ابن شهاب : ثم سألت الحصين بن محمد الأنصاري وهو أحد بني سالم عن حديث محمود بن الربيع فصدقه بذلك ، قال أحمد بن صالح : أو تقولون الدخشم ؟ وهو الصواب " .

التالي السابق


الخدمات العلمية