صفحة جزء
( 83 ) حدثنا أحمد بن عبد الوهاب بن نجدة الحوطي ، [ ص: 47 ] قال : ثنا أبو المغيرة ، ثنا صفوان بن عمرو ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن عوف بن مالك الأشجعي قال : انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - يوما وأنا معه حتى دخلنا كنيسة اليهود يوم عيدهم ، فكرهوا دخوله عليهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا معشر اليهود ، أروني اثني عشر رجلا منكم يشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، يحط الله عن كل يهودي تحت أديم السماء الغضب الذي عليه " ، فأسكتوا ما أجابه أحد ، ثم رد عليهم فلم يجبه أحد ، ثم ثلث فلم يجبه أحد ، فقال : " أبيتم ، فوالله لأنا الحاشر ، وأنا العاقب ، وأنا المقفي ، آمنتم أو كذبتم " ثم انصرف وأنا معه ، حتى أننا كدنا أن نخرج نادى رجل من خلفه فقال : كما أنت يا محمد ، فأقبل ، فقال ذاك الرجل : أي رجل تعلمون فيكم يا معشر اليهود ؟ قالوا : والله ما نعلم فينا رجلا كان أعلم بكتاب الله ولا أفقه منك ، ولا من أبيك قبلك ، ولا من جدك قبل أبيك قال : فإني أشهد له بالله أنه نبي الله الذي تجدون في التوراة ، قالوا : كذبت ، ثم ردوا عليه ، وقالوا فيه شرا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كذبتم لن نقبل قولكم " قال : فخرجنا ونحن ثلاثة ، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا وابن سلام ، وأنزل الله عز وجل : قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم إن الله لا يهدي القوم الظالمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية