صفحة جزء
أبو المليح بن أسامة الهذلي ، عن عوف بن مالك

( 133 ) حدثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا عمرو بن عون الواسطي ، أنا خالد ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أبي المليح ، عن عوف بن مالك الأشجعي قال : كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في بعض مغازيه ، فانتبهت ذات ليلة فلم أر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مكانه ، وإذا أصحابه كأن على رءوسهم الصخور ، وإذا الإبل قد وضعت صراتها ، وإذا أنا بخيال قد تصدى لي ، وتصدأت له ، فإذا معاذ بن جبل فقلت : أينه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ورائي ، فإذا أنا بخيال قد تصدى إلي وتصدأت له ، فإذا هو أبو موسى الأشعري قال : فحدثني حميد بن هلال ، عن أبي بردة بن أبي موسى ، عن عوف بن مالك الأشجعي قال : سمعت خلف أبي موسى هزيرا كهزير الرحى فقلت : أين النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ورائي قد أقبل ، فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله ، إن النبي إذا كان في أرض العدو كان عليه حرس ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أتاني آت من ربي عز وجل فخيرني بين أن [ ص: 73 ] يدخل نصف أمتي الجنة وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة " قال معاذ : بأبي أنت وأمي قد عرفت قرابتي ومنزلتي فاجعلني منهم ، فقال : " أنت منهم " فقال عوف وأبو موسى : يا رسول الله ، قد عرفت إنا تركنا أهلنا نؤثر الله ورسوله ، فاجعلنا منهم ، قال : " هي لكل مسلم أنتما منهم " فانتهينا إلى القوم حين نادوا فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اقعدوا " فقعدوا كأن أحدا لم يقم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أتاني آت من ربي فخيرني بين أن يدخل شطر أمتي وبين الشفاعة فاخترت الشفاعة " فقال القوم : يا رسول الله اجعلنا منهم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنصتوا " فأنصتوا كأن أحدا لم يتكلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن شفاعتي لمن مات لا يشرك بالله شيئا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية