صفحة جزء
( 418 ) حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي ، ثنا عبد الملك بن هشام السدوسي ، ثنا زياد بن عبد الله البكائي ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن ابن أكيمة الليثي ، عن ابن أخي أبي رهم ، أنه سمع أبا رهم كلثوم بن حصين ، من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذين بايعوا تحت الشجرة ، أنه قال : غزوت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غزوة تبوك ، فسرت ذات ليلة معه ونحن بالأخضر قريب من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وألقي علينا النعاس وجعلت أستيقظ وقد دنت راحلتي من راحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيفزعني دنوها منه مخافة أن أصيب رجله في الغرز ، فطفقت أحوز راحلتي عنه ، حتى غلبتني عيني في بعض الطريق ونحن في بعض الليل فزاحمت راحلتي راحلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورجله في الغرز ، فما استيقظت إلا بقوله : " حس " ، فقلت : يا رسول الله : استغفر لي ، فقال : " سر " ، فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسألني عمن تخلف من بني غفار فأخبره به ، فقال وهو يسألني : " ما فعل النفر الحمر الطوال الثطاط ؟ " ، فحدثته بتخلفهم ، قال : " فما فعل السود الجعاد القصار ؟ " ، قال : قلت : والله ما أعرف هؤلاء [ ص: 186 ] منا ، قال : " بلى ، الذين لهم نعم بشظية شرخ ؟ " ، فتذكرتهم في بني غفار ولم أذكرهم ، حتى ذكرت أنهم رهط من أسلم كانوا حلفاء فينا ، فقلت : يا رسول الله أولئك رهط من أسلم كانوا حلفاء فينا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما منع أحد أولئك حين تخلف أن يحمل على بعير من إبله امرأ نشيطا في سبيل الله ؟ إن أعز أهلي علي أن يتخلف عني المهاجرون من قريش ، والأنصار ، وغفار ، وأسلم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية