صفحة جزء
( 1021 ) حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، ثنا الحسن بن [ ص: 409 ] حماد الحضرمي ، ثنا يحيى بن يعلى الأسلمي ، عن سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك قال : جاء أبو بكر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه ، فقال : يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام ، وإني وإني ، قال : " وما ذلك ؟ " قال : تزوجني فاطمة ، فسكت عنه أو قال : فأعرض عنه ، فرجع أبو بكر إلى عمر فقال : هلكت وأهلكت قال : وما ذلك ؟ قال : خطبت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعرض عني ، فقال : مكانك حتى آتي النبي صلى الله عليه وسلم فأطلب مثل الذي طلبت ، فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم فقعد بين يديه ، فقال : يا رسول الله قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام ، وإني وإني ، قال : " وما ذاك ؟ " قال : تزوجني فاطمة ، فأعرض عنه فرجع عمر إلى أبي بكر ، فقال : إنه ينتظر أمر الله فيها ، انطلق بنا إلى علي حتى نأمره أن يطلب مثل الذي طلبنا ، قال علي : فأتياني وأنا في سبيل ، فقالا : بنت عمك تخطب ، فنبهاني لأمر ، فقمت أجر ردائي طرف على عاتقي ، وطرف آخر في الأرض حتى أتيت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقعدت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله قد علمت قدمي في الإسلام ومناصحتي ، وإني وإني ، قال : " وما ذاك يا علي ؟ " قلت : تزوجني فاطمة ، قال : " وما عندك " ، قلت : فرسي وبدني ، يعني درعي ، قال : " أما فرسك ، فلا بد لك منه ، وأما درعك فبعها " ، فبعتها بأربع مائة وثمانين فأتيت بها النبي صلى الله عليه وسلم فوضعتها في حجره ، فقبض منها قبضة ، فقال : " يا بلال ، ابغنا بها طيبا ، ومرهم أن يجهزوها ، فجعل لها سريرا مشرطا بالشريط ، ووسادة من أدم ، حشوها ليف ، وملأ البيت كثيبا ، يعني رملا ، وقال : " إذا أتتك فلا تحدث شيئا حتى آتيك " فجاءت مع أم أيمن فقعدت في جانب البيت ، وأنا في جانب ، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " هاهنا [ ص: 410 ] أخي ؟ " ، فقالت أم أيمن : أخوك قد زوجته بنتك ، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فقال لفاطمة : " ائتيني بماء " ، فقامت إلى قعب في البيت فجعلت فيه ماء فأتته به فمج فيه ثم قال لها : " قومي " فنضح بين ثدييها وعلى رأسها ثم قال : " اللهم أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " ، ثم قال لها : " أدبري " ، فأدبرت فنضح بين كتفيها ثم قال : " اللهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم " ، ثم قال : " ائتيني بماء " فعملت الذي يريده ، فملأت القعب ماء فأتيته به فأخذ منه بفيه ، ثم مجه فيه ، ثم صب على رأسي وبين يدي ثم قال : " اللهم إني أعيذه وذريته من الشيطان الرجيم " ثم قال : " ادخل على أهلك بسم الله والبركة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية