صفحة جزء
عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن شهر بن حوشب .

( 419 ) حدثنا أحمد بن محمد الشافعي ، ثنا عمي إبراهيم بن محمد ، ثنا يحيى بن سليم ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد ، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثا إلى ضاحية [ ص: 165 ] مضر ، فذكروا أنهم نزلوا في أرض صخر فأصبحوا ، فإذا هم برجل في قبة له بفنائه غنم ، فجاءوا حتى وقفوا عليه فقالوا : احرزنا ، فأحرزهم شاة فطبخوا منها ، ثم أخرج إليهم فسخطوها ، ثم قال : ما بقي في غنمي من شاة لحم إلا شاة ماخض أو فحل فسعطوا ، فأخذوا منها شاة فلما أظهروا واحترقوا وهم في يوم صائف لا ظل معهم ، قالوا : غنيمته في مظلته ، فقالوا : نحن أحق بالظل من هذه الغنم ، فجاءوه فقالوا : أخرج عنا غنمك نستظل ، فقال : إنكم متى تخرجوها تهلك فتطرح أولادها ، وإني رجل قد آمنت بالله وبرسوله ، وقد صليت وزكيت ، فأخرجوا غنمه فلم يلبث إلا ساعة من نهار حتى تناعرت فطرحت . أولادها ، فانطلق سريعا حتى قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر ، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم غضبا شديدا ثم قال : " اجلس حتى يرجع القوم " فلما رجعوا جمع بينهم وبينه فتواتروا عليه كذب كذب ، فسري عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما رأى ذلك الأعرابي قال : أما والله إن الله ليعلم أني لصادق وإنهم لكاذبون ، ولعل الله يخبرك يا رسول الله ، فوقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم أنه صادق ، فدعاهم رجلا رجلا يناشد كل رجل منهم ينشده ، فلم ينشد رجل منهم إلا كما قال الأعرابي ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما يحملكم على أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار ، الكذب يكتب على ابن آدم إلا ثلاث خصال : رجل يكذب امرأته لترضى عنه ، ورجل يكذب في خدعة حرب ، ورجل يكذب بين امرأين مسلمين ليصلح بينهما " .

التالي السابق


الخدمات العلمية