صفحة جزء
( 277 ) حدثنا علي بن المبارك الصنعاني ، ثنا إسماعيل بن أبي أويس ( ح ) .

وحدثنا موسى بن هارون ، ثنا قتيبة بن سعيد ، قالا : ثنا محمد بن موسى الفطري ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس بن مالك قال : قال أبو طلحة : " يا أم سليم ، اصنعي شيئا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فطحنت شيئا من شعير فصنعته ، ثم دعاني أبو طلحة ، فقال : اذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقل : إن أبي يدعوك ، وأسره ، قال أنس : فأقبلت ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجد ، فلما [ ص: 109 ] رآني قال : " يا أنس " قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : " دعاني أبوك ؟ " قلت : نعم ، قال : " قوموا " ثم قال : لم يمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على مجلس إلا قال : " قوموا " فخرجت سريعا حتى أتيت أبا طلحة فقلت : هذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد جاء وأتى بالناس ، فقال أبو طلحة : ألم آمرك أن تخلو به ؟ قلت : لما سألني هل دعاني أبوك ؟ فقلت : نعم لم أكذبه ، ولقي أبو طلحة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على باب الدار فقال : يا رسول الله ، إنما هو شيء أردنا أن نخصك به فقال : " ادخل " فدخل هو ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : وأم سليم معها عكة تعصرها وكانت يبست أو كادت تيبس ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا أم سليم ناولنيها حتى أكون أحسن لها عصرا منك " فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيده فقال بالسمن هكذا ، ثم وضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على رأس الثريد ، ثم قال : " يا أبا طلحة ، أدخل عشرة " ، فدخل عليه عشرة فأكلوا حتى شبعوا ثم لم يزل يدخل عشرة عشرة فأكلوا حتى ثملوا ، حتى دخل عليه ما بين السبعين إلى الثمانين ، ثم أكل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأهل البيت وأفضلوا ما أهدوا لجيرانهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية