صفحة جزء
حديث أبي سريحة الغفاري واسمه حذيفة بن أسيد في خروج الدابة

34 - حدثنا بكر بن سهل ، ثنا نعيم بن حماد قال : ثنا ابن وهب ، عن [ ص: 263 ] طلحة بن عمرو ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير ، عن أبي الطفيل ، عن أبي سريحة الغفاري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " للدابة ثلاث خرجات من الدهر ، تخرج خرجة من أقصى اليمين فيفشو ذكرها في أهل البادية ولا يدخل ذكرها القرية ، ثم تكمن زمانا طويلا بعد ذلك ، ثم تخرج أخرى قريبا من مكة فيفشو ذكرها في أهل البادية ويفشو ذكرها في مكة ، ثم تكمن زمانا طويلا ، ثم بينما الناس في أعظم المساجد حرمة عند الله وخيرها وأكرمها على الله مسجدا مسجد الحرام ، لم يرعهم إلا ناحية المسجد تربو ما بين الركن الأسود والمقام إلى باب بني مخزوم ، وعن يمين الخارج إلى المسجد ، فارفض الناس لها شتى ، وثبت لها عصابة من المسلمين ، وعرفوا أنهم لن يعجزوا الله ، فتخرج إليهم تنفض عن رأسها التراب ، فبدت لهم فحلت وجوههم حتى تركتها كأنها الكواكب الدرية ، ثم ولت في الأرض لا يدركها طالب ، ولا يعجزها هارب ، حتى إن الرجل ليتعوذ منها بالصلاة فتأتيه من خلفه فتقول : أين فلان ، الآن تصلي ؟ فيقبل عليها بوجهه فتسمه في وجهه ثم تذهب ، فيتحاور الناس في دورهم ، ويصطحبون في أسفارهم ، ويشتركون في الأموال ، ويعرف الكافر من المؤمن ، حتى إن الكافر ليقول للمؤمن : يا مؤمن اقض حقي ، ويقول المؤمن للكافر : اقض حقي " .

التالي السابق


الخدمات العلمية