صفحة جزء
[ ص: 220 ] - حجاج بن علاط السلمي .

3196 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك ، قال : لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر ، قال الحجاج بن علاط : يا رسول الله ، إن لي بمكة مالا ، وإن لي بها أهلا ، وإني أريد أن آتيهم ، فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئا . " فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء " . قال : فأتى امرأته حين قدم ، فقال : اجمعي ما كان عندك ، فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه ، فإنهم قد استبيحوا وأصيبت أموالهم . وفشا ذلك بمكة ، فانقمع المسلمون ، وأظهر المشركون فرحا وسرورا . قال : وبلغ الخبر العباس بن عبد المطلب ، فعقر وجعل لا يستطيع أن يقوم ، ثم أرسل غلاما إلى الحجاج بن علاط : ويلك ماذا جئت به ؟ وماذا تقول ؟ فما وعد الله عز وجل خير مما جئت به . قال : فقال الحجاج : اقرأ على أبي الفضل السلام ، وقل له فليخل لي في بعض بيوته لآتيه ، فإن الخبر على ما يسره . قال : فجاء غلامه ، فلما بلغ الباب قال : أبشر يا أبا الفضل . قال : فوثب العباس فرحا حتى قبل بين عينيه ، فأخبره ما قال الحجاج ، فأعتقه .

قال : ثم جاءه الحجاج فأخبره " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد افتتح خيبر وغنم أموالهم ، وجرت سهام الله في أموالهم ، واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية بنت حيي ، واتخذها لنفسه ، وخيرها بين أن يعتقها ويكون زوجها ، أو تلحق بأهلها ، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته " ، ولكني جئت لما كان لي هاهنا ، أردت أن أجمعه فأذهب به ، " فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأذن لي أن أقول ما شئت ، فأخف علي ثلاثا ، ثم اذكر ما بدا لك " . قال : فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي أو متاع فدفعته إليه ، ثم [ ص: 221 ] انشمر به ، فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج ، فقال : ما فعل زوجك ؟ فأخبرته أنه قد ذهب يوم كذا وكذا ، وقالت : لا يحزنك الله يا أبا الفضل ، لقد شق علينا الذي بلغك . قال : أجل ، لا يحزنني الله ، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا ، " فتح الله خيبر على رسوله صلى الله عليه وسلم ، واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه " ، فإن كان لك حاجة في زوجك فالحقي به . قالت : أظنك والله صادقا . قال : فإني والله صادق ، والأمر على ما أخبرتك .

قال : ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش ، وهم يقولون إذا مر بهم : لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل . قال : لم يصبني إلا خير بحمد الله ، لقد أخبرني الحجاج بن علاط " أن خيبر فتحها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم ، وجرت سهام الله ، واصطفى رسول الله صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه " ، وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثا ، وإنما جاء ليأخذ ماله وما كان له من شيء هاهنا ثم يذهب . فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين ، وخرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئبا حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر ، فسر المسلمون ، ورد الله ما كان من كآبة أو غيظ أو حزن على المشركين
.

التالي السابق


الخدمات العلمية