صفحة جزء
4146 - حدثنا الهيثم بن خالد المصيصي ، ثنا داود بن منصور القاضي ، ثنا جرير بن حازم ، ح وحدثنا أبو غسان أحمد بن سهل الأهوازي ، ثنا الجراح بن مخلد ، ثنا وهب بن جرير ، ثنا أبي ، قال : سمعت زيد بن أسلم ، يحدث ، أن خوات بن جبير ، قال : نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران ، قال : فخرجت من خبائي فإذا أنا بنسوة يتحدثن ، فأعجبنني ، فرجعت فاستخرجت [ ص: 204 ] عيبتي ، فاستخرجت منها حلة فلبستها وجئت فجلست معهن ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبته فقال : " أبا عبد الله ما يجلسك معهن ؟ " ، فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هبته واختلطت ، قلت : يا رسول الله جمل لي شرد فأنا أبتغي له قيدا فمضى واتبعته ، فألقى إلي رداءه ودخل الأراك كأني أنظر إلى بياض متنه في خضرة الأراك ، فقضى حاجته وتوضأ ، فأقبل والماء يسيل من لحيته على صدره - أو قال : يقطر من لحيته على صدره - فقال : " أبا عبد الله ما فعل شراد جملك ؟ " ، ثم ارتحلنا فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال : " السلام عليك أبا عبد الله ما فعل شراد ذلك الجمل ؟ " ، فلما رأيت ذلك تعجلت إلى المدينة ، واجتنبت المسجد والمجالسة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما طال ذلك تحينت ساعة خلوة المسجد ، فأتيت المسجد فقمت أصلي ، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره فجأة فصلى ركعتين خفيفتين وطولت رجاء أن يذهب ويدعني فقال : " طول أبا عبد الله ما شئت أن تطول فلست قائما حتى تنصرف " ، فقلت في نفسي : والله لأعتذرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبرئن صدره ، فلما قال : " السلام عليك أبا عبد الله ما فعل شراد ذلك الجمل ؟ " فقلت : والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلم ، فقال : " رحمك الله " ثلاثا ثم لم يعد لشيء مما كان .

التالي السابق


الخدمات العلمية