صفحة جزء
[ ص: 210 ] 4165 - حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، ثنا محمد بن إبراهيم الشامي ، ثنا عبد الله بن موسى الإسكندراني ، ثنا محمد بن إسحاق ، عن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة ، قال : قال خريم بن فاتك لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : يا أمير المؤمنين ألا أخبرك كيف كان بدو إسلامي ؟ ، قال : بلى ، قال : بينما أنا أطوف في طلب نعم لي إذا أنا منها على أثر إذ أجنني الليل بأبرق العزاف فناديت بأعلى صوتي أعوذ بعزيز هذا الوادي من سفهاء قومه فإذا هاتف يهتف :

ويحك عذ بالله ذي الجلال والمجد والنعماء والأفضال     واقتر آيات من الأنفال
ووحد الله ولا تبال

قال : فذعرت ذعرا شديدا ، فلما رجعت إلى نفسي قلت :

يا أيها الهاتف ما تقول     أرشد عندك أم تضليل
بين لنا هديت ما الحويل

قال :

هذا رسول الله ذي الخيرات     بيثرب يدعو إلى النجاة
يأمر بالصوم وبالصلاة     وينزع الناس عن الهنات

قال : فاتبعت راحلتي ، فقلت :

أرشدني رشدا هديت [ ص: 211 ]     لا جعت ولا عريت
برحت سعيدا ما بقيت     ولا تؤثرن على الخير الذي أتيت

قال : فاتبعني وهو يقول :

صاحبك الله وسلم     نفسك وبلغ الأهل وأدى رحلكا
آمن به أفلح ربي حقكا     وانصره أعز ربي نصركا

قال : فدخلت المدينة ، وذلك يوم الجمعة ، فاطلعت في المسجد ، فخرج إلي أبو بكر الصديق رضي الله عنه ، فقال : ادخل رحمك الله ، فإنه قد بلغنا إسلامك ، قلت : لا أحسن الطهور فعلمني ، فدخلت المسجد فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر يخطب كأنه البدر وهو يقول : " ما من مسلم توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى صلاة يحفظها ويعقلها إلا دخل الجنة " ، فقال لي عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لتأتين على هذا البينة أو لأنكلن بك ، فشهد لي شيخ قريش ، عثمان بن عفان رضي الله عنه فأجاز شهادته .

التالي السابق


الخدمات العلمية