صفحة جزء
405 - خبيب بن عدي الأنصاري .

4191 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عمرو بن أبي سفيان الثقفي ، عن أبي هريرة ، قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية عينا له ، وأمر عليهم عاصم بن ثابت ، وهو جد [ ص: 222 ] عاصم بن عمر ، فانطلق حتى إذا كانوا ببعض الطريق بين عسفان ومكة ، نزولا ذكروا لحي هذيل يقال لهم بنو لحيان ، فتبعوهم بقريب من رجل رام فاقتصوا آثارهم حتى نزلوا منزلا ، فوجدوا فيه نواة تمر تزودوه من تمر المدينة ، فقالوا : هذا من تمر يثرب ، فاتبعوا آثارهم حتى لحقوهم ، فلما آنسهم عاصم بن ثابت وأصحابه لجئوا إلى فدفد وجاء القوم فأحاطوا بهم ، فقالوا : لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلا ، فقال عاصم بن ثابت : أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر ، اللهم أخبر عنا رسولك ، قال : فقاتلوهم فرموهم حتى قتلوا عاصما في سبعة نفر ، وبقي خبيب بن عدي وزيد بن دثنة حتى باعوهما بمكة ، واشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل ، وكان قتل الحارث يوم بدر ، فمكث عندهم أسيرا حتى إذا أجمعوا على قتله استعار موسى من إحدى بنات الحارث ، فأعارته ليستحد بها قال : فغفلت عن صبي لي ، فدرج إليه حتى أتاه ، قالت : فأخذه فوضعه على فخذه ، فلما رأته فزعت فزعا عرفه في والموسى في يده ، فقال : أتخشين أن أقتله ؟ ما كنت لأفعل إن شاء الله ، قال : فكانت تقول : ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب ، لقد رأيته يأكل من قطف عنب ، وما بمكة يومئذ من ثمرة ، وإنه لموثق في الحديد ، وما كان إلا رزق رزقه الله إياه ، قال : ثم خرجوا به الحرم ليقتلوه ، فقال : دعوني أصلي ركعتين ، فصلى ركعتين ، ثم قال : لولا أن ترون أن ما بي جزع من الموت لزدت ، فكان أول من سن الركعتين عند القتل هو ، ثم قال : اللهم أحصهم عددا ، ثم قال :

ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي شق كان في الله مصرعي     وذلك في ذات الإله وإن يشأ
يبارك على أوصال شلو ممزع

ثم قام إليه عقبة بن الحارث ، قال : فقتله ، قال : وبعثت قريش إلى عاصم ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه ، وكان قتل عظيما من عظمائهم [ ص: 223 ] يوم بدر ، فبعث الله عز وجل إليه مثل الظلة من الدبر فحمته من رسلهم ، فلم يقدروا على شيء منه
.

التالي السابق


الخدمات العلمية