صفحة جزء
4566 - حدثنا هارون بن كامل المصري ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني الليث ، حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، أخبرني عبد الله بن الحارث بن نوفل ، أن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، أخبره أن أباه ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، وعباس بن عبد المطلب قالا لعبد المطلب بن ربيعة ، والفضل بن عباس : ائتيا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقولا : يا رسول الله قد بلغنا ما ترى من السن ، فأحببنا أن نتزوج وأنت يا رسول الله أبر الناس وأوصلهم ، وليس عند أبوينا ما يصدقان عنا ، فاستعملنا يا رسول الله على الصدقات ، فلنؤد إليك ما يؤدي العمال ، ولنصب ما كان فيها من مرفق ، قال : فأتى علي بن أبي طالب ونحن على تلك الحال ، فقال لنا : لا والله لا يستعمل منكم أحدا على الصدقة ، فقال له ربيعة بن الحارث : هذا من حسدك وبغيك ، وقد نلت صهر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلم نحسدك عليه ، [ ص: 55 ] فألقى علي رداءه ثم اضطجع عليه ، ثم قال : أنا أبو الحسن اليوم ، والله لا أديم مقامي هذا حتى يرجع إليكما ابناكما بجواب ما بعثتما به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قال عبد المطلب : فانطلقت أنا والفضل حتى نوافق صلاة الظهر قد قامت ، فصلينا مع الناس ، ثم أسرعت أنا والفضل إلى باب حجرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهو يومئذ عند زينب بنت جحش ، فقمنا بالباب حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأخذ بأذني وأذن الفضل ، فقال : " اخرجا ما تصرران " ثم دخل فأذن لي وللفضل فدخلنا ، فتواكلنا الكلام قليلا ، ثم كلمته أو كلمه الفضل - قد شك في ذلك عبد الله - فكلمناه بالذي أمرنا به أبوانا ، فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم رفع بصره قبل سقف البيت حتى طال علينا أنه لا يرجع إلينا شيئا ، وحتى رأينا زينب تلمع من وراء الحجاب بيدها تريد أن لا نعجل ، وأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمرنا ، ثم خفض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه ، فقال لنا : " إن هذه الصدقة إنما هي أوساخ الناس وإنها لا تحل لمحمد ولا لآل محمد ، ادعوا لي نوفل بن الحارث " فدعي له نوفل بن الحارث فقال : " يا نوفل أنكح عبد المطلب " قال : فأنكحني نوفل ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ادعوا لي محمية بن جزء " وهو رجل من بني زبيد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعمله على الأخماس ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمحمية : " أنكح الفضل " فأنكحه ، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " قم فأصدق عنهما من الخمس كذا وكذا " لم يسمعه عبد الله بن الحارث .

التالي السابق


الخدمات العلمية