صفحة جزء
4577 - حدثنا أبو يزيد القراطيسي ، ثنا أسد بن موسى ( ح ) .

وحدثنا يوسف القاضي ، ثنا عمرو بن مرزوق قالا : ثنا مبارك بن فضالة ، ثنا أبو عمران الجوني ، عن ربيعة الأسلمي قال : كنت أخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأعطاني أرضا ، وأعطى أبا بكر أرضا ، وجاءت الدنيا ، فاختلفنا في عذق نخلة ، فقال أبو بكر - رضي الله عنه - : هي في حد أرضي ، وقلت أنا : هي في حدي ، وكان بيني وبين أبي بكر كلام ، فقال لي أبو بكر كلمة كرهتها ، وندم ، فقال لي : يا ربيعة رد علي مثلها حتى يكون قصاصا قلت : لا أفعل ، فقال أبو بكر : لتقولن أو لأستعدين عليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قلت : ما أنا بفاعل ، قال : ورفض الأرض ، فانطلق أبو بكر - رضي الله عنه - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فانطلقت أتلوه ، فجاء أناس من أسلم ، فقالوا : رحم الله أبا بكر في أي شيء يستعدي عليك رسول الله وهو الذي قال لك ما قال ؟ فقلت : أتدرون من هذا ؟ هذا أبو بكر الصديق ، وهو ثاني اثنين ، هو ذو شيبة المسلمين فإياكم ، يلتفت فيراكم تنصروني عليه ، فيغضب فيأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فيغضب لغضبه ، فيغضب الله لغضبهما ، فيهلك ربيعة ، قالوا : فما تأمرنا ؟ قال : ارجعوا ، فانطلق أبو بكر - رضي الله عنه - إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وتبعته وحدي ، وجعلت أتلوا حتى أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فحدثه الحديث كما كان ، فرفع إلي رأسه فقال : " يا ربيعة ما لك وللصديق ؟ " قلت : [ ص: 59 ] يا رسول الله كان كذا وكان كذا : فقال لي كلمة كرهتها ، فقال لي : قل كما قلت لك حتى يكون قصاصا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أجل فلا ترد عليه ، ولكن قل غفر الله لك يا أبا بكر [ غفر الله لك يا أبا بكر ] " قال : فولى أبو بكر رحمه الله وهو يبكي .

التالي السابق


الخدمات العلمية