صفحة جزء
6294 - حدثنا محمد بن يحيى القزاز ، ثنا القعنبي ، ثنا حاتم ، عن يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر ، فسرنا ليلا ، فقال رجل من القوم لعامر : يا عامر ، ألا تسمعنا من هنياتك ، وكان عامر رجلا شاعرا ، فنزل يحدو بالقوم ، يقول :


اللهم لولا أنت ما اهتدينا - ولا تصدقنا ولا صلينا     فاغفر بذلك ما اقتضينا
[ ص: 33 ] وثبت الأقدام إن لاقينا     إن الألى قد بغوا علينا
إنا إذا صيح بنا أتينا     وبالصياح عولوا علينا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من هذا السائق ؟ " قالوا : عامر بن الأكوع ، قال : " يرحمه الله " ، فقال رجل من القوم : وجبت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لو أمتعتنا به قال : فأتينا خيبر ، فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة ، ثم إن الله فتحها علينا ، فلما أمسى الناس مساء اليوم الذي فتحت عليهم رأى قدورا كثيرة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما هذه النيران ؟ على أي شيء توقدون ؟ " قالوا : على لحوم الحمر الإنسية ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أهريقوها واكسروها " فقال رجل : يا رسول الله : أونهريقها ؟ قال : " أوذاك " فلما انصرف القوم كان سيف عامر فيه قصر ، فتناول ساق يهودي ، فضربه ، وترجع ذباب سيفه ، فأصاب ركبة عامر ، فمات منه ، فحزنت ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى ما بي : " ما لك ؟ " قلت له : فداك أبي وأمي ، زعموا أن عامرا حبط عمله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
كذبوا ، من قاله ؟ إن له الأجر مرتين ، إنه جاهد مجاهد "
.

6295 - حدثنا معاذ بن المثنى ، ثنا مسدد ، ثنا يحيى بن سعيد ، ثنا يزيد بن أبي عبيد ، عن سلمة بن الأكوع ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر ، فقال رجل من القوم : أي عامر ، لو أسمعتنا من هنياتك فنزل يحدو ، ثم ذكر نحوه .

التالي السابق


الخدمات العلمية