صفحة جزء
6601 - حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، أخبرني عبد الرحمن بن كعب المدلجي ، أن أباه ، أخبره ، أنه سمع سراقة يقول : " جاءتنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر دية كل واحد منهما لمن قتلهما ، أو أسرهما ، قال : فبينا أنا جالس في مجلس من مجالس قومي من بني مدلج أقبل رجل منهم حتى قام علينا ، فقال : يا سراقة إني رأيت آنفا أسودة بالساحل ، أراها محمدا وأصحابه ، قال سراقة : فعرفت أنهم هم ، فقلت : إنهم ليسوا بهم ، ولكنك رأيت فلانا وفلانا انطلقوا بغاة ، قال : ثم ما لبثت في المجلس إلا ساعة ، حتى قمت فدخلت بيتي ، فأمرت جاريتي أن تخرج لي فرسي ، وهي من وراء أكمة تحبسها علي ، وأخذت رمحي ، فخرجت به من ظهر البيت ، فخططت [ ص: 133 ] برمحي في الأرض ، وخفضت عالية الرمح ، حتى أتيت فرسي فركبتها فرفعتها تقرب بي ، حتى رأيت أسودتهم ، فلما دنوت منهم حيث يسمعون الصوت عثرت بي فرسي ، فخررت عنها ، فقمت فأهويت بيدي إلى كنانتي ، فأخرجت منها الأزلام ، فاستقسمت بها ، أضرهم أم لا ؟ فخرج الذي أكره ، أن لا أضرهم ، فركبت فرسي ، وعصيت الأزلام ، فرفعتها تقرب بي منهم أيضا ، حتى إذا دنوت سمعت قراءة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو لا يلتفت ، وأبو بكر رضي الله عنه يكثر الالتفات ، ساخت يدا فرسي في الأرض حتى بلغت الركبتين ، فخررت عنها ، فزجرتها ، فنهضت ، فلم تكد تخرج يداها ، فلما استوت قائمة ، إذ لأثر يديها عثان ساطع في السماء من الدخان ، - قال معمر : قلت لأبي عمرو بن العلاء : ما العثان ؟ فسكت ساعة ، ثم قال : هو الدخان من غير نار ، قال معمر : قال الزهري في حديثه - فاستقسمت بالأزلام ، فخرج الذي أكره : أن لا أضرهما ، فناديتهما بالأمان ، فوقفا ، وركبت فرسي حتى جئتهم ، وقد وقع في نفسي حين لقيت منهم ما لقيت من الحبس عنهم ، أنه سيظهر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت له : إن قومك جعلوا فيك الدية ، وأخبرتهم من أخبار سفرهم ، وما يريد الناس بهم ، وعرضت عليهم الزاد والمتاع ، فلم يرزءوني شيئا ، ولم يسألوني إلا أن : " أخف عنا " ، فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة ، آمن به ، فأمر عامر بن فهيرة ، فكتبه لي في رقعة من أدم ، ثم مضى " .

التالي السابق


الخدمات العلمية