صفحة جزء
6798 - حدثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا حجاج بن المنهال ، ( ح ) وحدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، ثنا يحيى الحماني ، قالا : ثنا أبو عوانة ، عن الأسود بن قيس ، عن ثعلبة بن عباد ، قال : شهدت سمرة بن جندب وهو يخطب ، فذكر في خطبته حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : بينما أنا وغلام من الأنصار نرمي غرضين لنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ طلعت الشمس ، فكانت في عين الناظر قيد رمح أو رمحين من الأفق ، فاسودت حتى أضاءت كأنها تنومة ، فقال أحدهما لصاحبه : انطلق بنا إلى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، فوالله ليحدثن له من أمر هذه الشمس اليوم في أمته حديثا ، قال : فدفعنا إلى المسجد ، فوافقنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى الناس ، فاستقدم فصلى ، فقام بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط ، ما نسمع له صوتا ، ثم ركع بنا كأطول ما ركع بنا في صلاة قط ، ما نسمع له صوتا ، ثم سجد بنا كأطول ما سجد بنا في صلاة قط ، ما نسمع له صوتا ، ثم قام فصلى بنا ركعة أخرى مثلها ثم جلس ، فوافق جلوسه تجلي الشمس ، [ ص: 191 ] فسلم وانصرف ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : " يا أيها الناس أذكركم الله إن كنتم تعلمون أني قد بلغت رسالة ربي لما أخبرتموني ، وإن كنتم تعلمون أني قصرت عن شيء من تبليغ رسالة ربي لما أخبرتموني " ، قالوا : نشهد أنك بلغت رسالة ربك ، ونصحت لأمتك ، وقضيت الذي عليك ، ثم قال : " أما بعد ، فإن رجالا يزعمون أن كسوف هذه الشمس وخسوف هذا القمر ، وزوال النجوم عن مطالعها لموت رجال عظماء من أهل الأرض ، وإنهم قد كذبوا ، ولكن إنما هي آيات الله ، يعتبر بها عباده ، لينظر من يحدث له منهم توبة ، وإني والله ، لقد رأيت ما أنتم لاقون من أمر دنياكم وآخرتكم ، منذ قمت أصلي ، وإنه والله لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذابا آخرهم الأعور الدجال ممسوح العين اليسرى كأنها عين أبي تحيى - شيخ بينه وبين حجرة عائشة من الأنصار - فإنه متى يخرج فسوف يزعم أنه الله ، فمن آمن به وصدقه فليس ينفعه صالح من عمله سلف ، ومن كفر به وقاتله فليس يعاقب بشيء من عمله سلف ، وإنه سيظهر على الأرض كلها غير الحرم ، وبيت المقدس ، وإنه يسوق الناس إلى بيت المقدس ، فيحصرون حصرا شديدا " قال : وأحسبه أنه قال : " فيصبح فيهم عيسى ابن مريم فيقتله وجنوده ، حتى إن الحجر أو جذم الحائط لينادي : يا مسلم ، أو يا مؤمن ، هذا كافر مستتر بي ، فتعال فاقتله ، ولن يكون ذلك حتى تروا أمورا عظاما يتفاقم شأنها في أنفسكم ، وتساءلون بينكم : هل كان نبيكم صلى الله عليه وسلم ذكر لكم منها ذكرا ؟ " ثم قال : " على إثر ذلك القبض " .

التالي السابق


الخدمات العلمية