صفحة جزء
7271 - حدثنا أبو شعيب عبد الله بن الحسن الحراني ، ثنا أبو جعفر النفيلي ، ثنا محمد بن سلمة ، عن محمد بن إسحاق ، حدثني محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن عبد الله بن عباس ، حدثني أبو سفيان بن حرب قال : كنا قوما تجارا ، وكانت الحرب بيننا وبين رسول الله قد حصرتنا حتى هلكت أموالنا ، فلما كانت الهدنة بيننا وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم نأمن في أموالنا ، فخرجت في نفر من قريش آخذا إلى الشام ، وكان فيه متجرنا ، فقدمتها حين ظهر هرقل على من كان عارضه من فارس فأخرهم منها ، وانتزع له صليبه الأعظم ، وقد كانوا سلبوه إياه ، فلما بلغه ذلك منهم ، وبلغه أن صليبه استنقذ له ، وكانت حمص منزله ، فخرج منها على قدميه متشكرا لله حين رد عليه ما رد ليصلي في بيت المقدس بسط له الطريق بالبسط ، ويلقى عليها الرياحين ، فلما انتهى إلى إيليا ، وقضى فيها صلاته ومعه بطارقته وأساقف الروم قال : وقدم عليه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع دحية بن خليفة الكلبي : بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم ، السلام على من اتبع الهدى ، أما بعد فأسلم تسلم ، وأسلم يؤتك الله أجرك مرتين ، وإن تتول فإن إثم الأكارين عليك .

قال محمد بن إسحاق : قال ابن شهاب فحدثني أسقف النصارى قال : أدركته في زمان عبد الملك بن مروان زعم لي أنه أدرك ذلك من أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر هرقل وعقله قال : " لما قدم عليه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع دحية أخذه ، فجعله [ ص: 20 ] بين فخذيه وخاصرته ، قال : ثم كتب إلى رجل برومية كان يقرأ من العبرانية ما يقرأ ، فذكر له أمره ويصف له شأنه وبخبر ما جاء به قال : فكتب إليه صاحب رومية أنه النبي الذي كنا ننتظره لا شك فيه ، فاتبعه وصدقه ، فأمر هرقل ببطارقة الروم ، فجمعوا له في دسكرة ملكه ، وأمر بها فأسرجت عليهم بأبوابها ، ثم اطلع عليهم من علية وخافهم على نفسه ، وقال : يا معشر الروم ، إني قد جمعتكم لخبر ، إنه قد أتاني كتاب هذا الرجل ، يدعوني إلى دينه ، وأنه والله الرجل الذي كنا ننتظره ، ونجد في كتابنا ، فهلم فلنتبعه ولنصدقه فيسلم لنا دنيانا وأخرانا ، فنخروا نخرة رجل واحد ، ثم ابتدروا أبواب الدسكرة ليخرجوا منها ، فوجدوها قد أغلقت دونهم ، فقال : كروهم علي ، وخافهم على نفسه ، فكروا عليه فقال : يا معشر الروم ، إنما قلت لكم هذه المقالة التي قلت لكم لأنظر كيف صلابتكم على دينكم لهذا الأمر الذي حدث ، فقد رأيت منكم الذي أسر به ، فوقعوا له سجودا وأمر بأبواب الدسكرة ففتحت لهم فانطلقوا
.

التالي السابق


الخدمات العلمية