صفحة جزء
7365 - حدثنا زكريا بن يحيى الساجي ، ثنا خالد بن يوسف السمتي ، ثنا أبو عوانة ، عن عاصم ، عن زر ، عن صفوان بن عسال ، قال زر : أتيته فقال : ما جاء بك ؟ فقلت : ابتغاء العلم ، فقال : إنه ليس من امرئ مسلم يطلب العلم إلا تضع له الملائكة أجنحتها رضى بما يفعل ، فقلت له : إنك امرؤ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنه حك في صدري شيء من المسح على [ ص: 61 ] الخفين بعد الغائط والبول ، فأخبرني بشيء إن كنت سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرنا إذا كنا سفرا أو مسافرين أن نمسح على خفافنا ثلاث ليال وأيامهن ، وأن لا نخلعهما إلا من جنابة ، ولكن من غائط ، أو بول ، أو نوم " .

فقلت له : هل سمعته يقول في الهوى شيئا ؟ فقال : نعم ، كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة - أو عمرة - فإذا أعرابي قد أقبل على راحلته حتى إذا كان في أخريات القوم جعل ينادي بصوت له جهوري : يا محمد ، يا محمد . فقيل : ويلك ، اغضض من صوتك ، فإنك أمرت بذلك قال : والله ، لا أفعل حتى أسمعه ، وإذا هو أعرابي جاف جلف ، فلما سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - صوته قال : " هاؤم " . قال : أرأيت رجلا أحب قوما ، ولما يلحق بهم ، فقال : " ذاك مع من أحب " .

فلم يبرح يحدثنا حتى حدثني " أن قبل المغرب بابا مفتوحا للتوبة ، مسيرة عرضه سبعين سنة ، لا يزال مفتوحا حتى تطلع الشمس من نحوه ، فإذا طلعت من نحوه " ، فذاك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا
.

التالي السابق


الخدمات العلمية