صفحة جزء
7873 - حدثنا أبو يزيد القراطيسي ، ثنا أسد بن موسى ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا معان بن رفاعة ، عن علي بن يزيد ، عن القاسم ، عن أبي أمامة ، أن ثعلبة بن حاطب الأنصاري ، أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يرزقني مالا . قال : " ويحك يا ثعلبة ، قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه " ، ثم رجع إليه ، فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يرزقني مالا ، قال : " ويحك يا ثعلبة ، أما تريد أن تكون مثل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والله لو سألت أن [ ص: 219 ] يسيل لي الجبال ذهبا وفضة لسالت " ، ثم رجع إليه ، فقال : يا رسول الله ، ادع الله أن يرزقني مالا ، والله لئن آتاني الله مالا لأوتين كل ذي حق حقه ، فقال رسول الله صلى الله - صلى الله عليه وسلم - : " اللهم ارزق ثعلبة مالا " فاتخذ غنما ، فنمت كما ينمو الدود حتى ضاقت عنها أزقة المدينة ، فتنحى بها ، وكان يشهد الصلاة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم يخرج إليها ، ثم نمت حتى تعذرت عليه مراعي المدينة ، فتنحى بها ، فكان يشهد الجمعة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم يخرج إليها ، ثم نمت فتنحى بها ، فترك الجمعة والجماعات فيتلقى الركبان ، ويقول : ماذا عندكم من الخبر ؟ وما كان من أمر الناس ؟ فأنزل الله عز وجل على رسوله - صلى الله عليه وسلم - : خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها قال : فاستعمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الصدقات رجلين : رجل من الأنصار ، ورجل من بني سليم ، وكتب لهما سنة الصدقة وأسنانها ، وأمرهما أن يصدقا الناس ، وأن يمرا بثعلبة ، فيأخذا منه صدقة ماله ، ففعلا حتى ذهبا إلى ثعلبة ، فأقرآه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال صدقا الناس فإذا فرغتما ، فمرا بي . ففعلا ، فقال : والله ما هذه إلا أخية الجزية ، فانطلقا حتى لحقا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنزل الله عز وجل على رسوله - صلى الله عليه وسلم - : ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله إلى قوله يكذبون قال : فركب رجل من الأنصار قريب لثعلبة راحلة حتى أتى ثعلبة ، فقال : ويحك يا ثعلبة ، هلكت ، أنزل الله عز وجل فيك من القرآن كذا ، فأقبل ثعلبة ، ووضع التراب على رأسه وهو يبكي ، ويقول : يا رسول الله ، يا رسول الله . فلم يقبل منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صدقته حتى قبض الله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم أتى أبا بكر - رضي الله عنه - بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا أبا بكر قد عرفت موقعي من قومي ، ومكاني من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاقبل مني ، فأبى أن يقبله ، ثم أتى عمر - رضي الله عنه - فأبى أن يقبل منه ، ثم أتى عثمان - رضي الله عنه - فأبى أن يقبل منه ، ثم مات ثعلبة في خلافة عثمان - رضي الله عنه - .

التالي السابق


الخدمات العلمية