صفحة جزء
8149 - حدثنا أبان بن مخلد الأنصاري ، ثنا زنيج أبو غسان ، ثنا سلمة بن الفضل ، حدثني محمد بن إسحاق ، حدثني سلمة بن كهيل ، ومحمد بن الوليد بن نويفع ، عن كريب ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : بعثت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقدم عليه ، فأناخ بعيره على باب المسجد ، ثم عقله ، ثم دخل المسجد ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالس في المسجد ، وكان ضمام رجلا جلد الشعر ، ذا غديرتين حتى وقف على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، فقال : أيكم بني عبد المطلب ؟ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنا ابن عبد المطلب " . قال : محمد ؟ قال : " نعم " ، قال : يا ابن عبد المطلب ، إني سائلك ومغلظ في المسألة ، فلا تجدن في نفسك ، فقال : " لا أجد في نفسي ، فاسأل عما بدا لك " ، فقال : أنشدك بالله ، إلهك وإله من كان قبلك ، وإله من هو كائن بعدك ، آلله أمرك أن تأمرنا أن نعبد الله لا نشرك به شيئا ، وأن نخلع هذه الأنداد التي كانت يعبد آباؤنا من دونه ؟ قال : " اللهم ، نعم " . قال : فأنشدك بالله ، إلهك وإله من كان قبلك ، وإله من هو كائن بعدك ، آلله أمرك أن تأمرنا أن نصلي هذه الصلوات الخمس ؟ فقال : " اللهم ، نعم " . ثم جعل يذكر فرائض الإسلام فريضة فريضة الزكاة والصيام الحج وشرائع الإسلام ، كلها يناشده عند كل فريضة كما ناشده في التي قبلها حتى إذا فرغ قال : فإني أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، وسأؤدي هذه الفرائض ، وأجتنب ما نهيتني عنه لا أزيد عليه ولا أنقص ، ثم انصرف إلى بعيره ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن صدق ذو [ ص: 306 ] الغديرتين دخل الجنة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية