صفحة جزء
10016 - حدثنا سلمة بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن سلمة بن كهيل ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، عن عبد الله بن مسعود قال : كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة خيبر ، فأراد أن يتبرز ، وكان إذا أراد ذلك تباعد حتى لا يراه أحد ، فقال : " انظر يا عبد الله هل ترى شيئا ؟ " فنظرت فرأيت شجرة واحدة ، فأخبرته ، فقال لي : " انظر هل ترى شيئا ؟ " فنظرت فرأيت شجرة أخرى متباعدة من صاحبتها ، فأخبرته ، فقال : " قل لهما : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمركما أن [ ص: 80 ] تجتمعا " ، فقلت لهما ذلك ، فاجتمعا ، ثم أتاهما فاستتر بهما ، ثم قام فانطلقت كل واحدة منهما إلى مكانها .

ثم أصاب الناس عطش شديد في تلك الغزاة ، فقال لي : " يا عبد الله ، التمس لي ماء " ، فأتيته بفضل ماء وجدته في إداوة ، فأخذه فصبه في ركوة ، ثم وضع يده فيها وسمى ، فجعل الماء يتحادر من بين أصابعه ، فشرب الناس وتوضئوا ما شاء الله ، قال عبد الله : فقلت : إنه بركة ، فجعلت أشرب منه وأكثر ، ألتمس بركته .

ثم رجع النبي صلى الله عليه وسلم قبل المدينة ، فتلقاه جمل قد دمعت عيناه ، فقال : " لمن هذا الجمل ؟ " قالوا : لبني فلان ، قال : " إنه عاذ بي " ، قال : فإنهم أرادوا نحره ، قد عملوا عليه حتى كبر ودبر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تنحروه ، وأحسنوا إليه
" .

التالي السابق


الخدمات العلمية