صفحة جزء
2105 حدثنا أحمد بن زهير قال : حدثنا محمد بن عثمان بن كرامة قال : حدثنا خالد بن مخلد القطواني قال : حدثنا عبد السلام بن حفص ، عن أبي عمران الجوني ، عن أنس بن مالك قال : عرضت الجمعة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، جاء جبريل في كفه كالمرآة البيضاء في وسطها كالنكتة السوداء ، فقال : " ما هذه يا جبريل ؟ قال : هذه الجمعة يعرضها عليك ربك لتكون لك عيدا ولقومك من بعدك ، ولكم فيها خير تكون أنت الأول ، ويكون اليهود والنصارى من بعدك ، وفيها ساعة لا يدعو أحد ربه بخير هو له قسم إلا أعطاه ، أو يتعوذ من شر إلا دفع عنه ما هو أعظم منه ، ونحن ندعوه في الآخرة يوم المزيد ، وذلك أن ربك اتخذ في الجنة واديا أفيح من مسك أبيض ، فإذا كان يوم الجمعة نزل من عليين ، فجلس على كرسيه ، وحف الكرسي بمنابر من ذهب مكللة بالجواهر ، وجاء الصديقون والشهداء فجلسوا عليها ، وجاء أهل الغرف من غرفهم حتى يجلسوا على الكثيب ، وهو كثيب أبيض من مسك أذفر ، ثم يتجلى لهم فيقول : أنا الذي صدقتكم وعدي ، وأتممت عليكم نعمتي ، وهذا محل كرامتي ، فسلوني ، فيسألونه الرضا ، فيقول : رضاي أحلكم داري ، وأنالكم كرامتي ، فسلوني ، فيسألونه الرضا ، فيشهد عليهم على الرضا ، ثم يفتح لهم ما لم تر عين ، ولم يخطر على قلب بشر ، إلى مقدار منصرفهم من الجمعة ، وهي زبرجدة خضراء أو ياقوتة حمراء ، مطردة فيها أنهارها ، [ ص: 56 ] متدلية ، فيها ثمارها ، فيها أزواجها وخدمها ، فليس هم في الجنة بأشوق منهم إلى يوم الجمعة ليزدادوا نظرا إلى ربهم - عز وجل - وكرامته ، وكذلك وهي يوم المزيد " .

لم يروه عن أبي عمران إلا عبد السلام ، تفرد به خالد " .

التالي السابق


الخدمات العلمية