صفحة جزء
2268 حدثنا أحمد بن محمد بن مهدي الهروي قال : حدثنا علي بن خشرم قال : حدثنا الفضل بن موسى ، عن عبد الله بن كيسان قال : حدثنا عكرمة ، [ ص: 129 ] عن ابن عباس قال : خرج أبو بكر بالهاجرة ، فسمع بذلك عمر ، فخرج فإذا هو بأبي بكر ، فقال : يا أبا بكر ، ما أخرجك هذه الساعة ؟ قال : والله ما أجد في بطني من حاق الجوع . قال : وأنا والله ما أخرجني غيره ، فبينما هما كذلك إذ خرج عليهما النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " ما أخرجكما في هذه الساعة ؟ " فقالا : أخرجنا ، والله ما نجد في بطوننا من حاق الجوع . فقال : " وأنا ، والذي نفسي بيده ، ما أخرجني غيره ، فقوما " ، فقاموا . فانطلقوا حتى أتوا باب أبي أيوب الأنصاري ، وكان أبو أيوب يدخر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - طعاما كان أو لبنا ، فأبطأ يومئذ فلم يأت لحينه ، فأطعمه أهله ، وانطلق إلى نخله يعمل فيه ، فلما أتوا باب أبي أيوب الأنصاري خرجت امرأة ، فقالت : مرحبا برسول الله وبمن معه ، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " فأين أبو أيوب ؟ " قالت : يأتيك يا نبي الله الساعة . فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبصر به أبو أيوب وهو يعمل في نخل له ، فجاء يشتد حتى أدرك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : مرحبا بنبي الله وبمن معه . فقال : يا رسول الله ، ليس الحين الذي كنت تجيئني فيه ، فرده ، فجاء إلى عذق النخل فقطعه ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " ما أردت إلى هذا " قال : يا رسول الله أحببت أن تأكل من رطبه وبسره وتمره ، ولأذبحن لك معها قال : " إن ذبحت فلا تذبحن ذات در " . فأخذ عناقا له أو جديا فذبحه ، وقال لامرأته : اختبزي وأطبخ أنا ، فأنت أعلم بالخبز ، فعمد إلى نصف الجدي [ ص: 130 ] فطبخه ، وشوى نصفه ، فلما أدرك الطعام وضع بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الجدي فوضعه على رغيف ، فقال : " يا أبا أيوب ، أبلغ بهذا فاطمة ، فإنها لم تصب مثل هذا منذ أيام " . فلما أكلوا وشبعوا ، قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " خبز ولحم وبسر وتمر ورطب " ، ودمعت عيناه ، ثم قال : " إن هذا هو النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة " فكبر ذلك على أصحابه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا أصبتم مثل هذا وضربتم بأيديكم ، فقولوا : بسم الله وبركة الله ، فإذا شبعتم ، فقولوا : الحمد لله الذي أشبعنا وأروانا وأنعم وأفضل ، فإن هذا كفاف بهذا " . وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يأتي إليه أحد معروفا إلا أحب أن يجازيه ، فقال لأبي أيوب : " ائتنا غدا " ، فلم يسمع ، فقال له عمر : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يأمرك أن تأتيه ، فلما أتاه أعطاه وليدة ، فقال : " يا أبا أيوب ، استوص بها خيرا ، فإنا لم نر إلا خيرا ما دامت عندنا " ، فلما جاء بها أبو أيوب قال : ما أجد لوصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرا من أن أعتقها ، فأعتقها

لم يرو هذا الحديث عن عبد الله بن كيسان إلا الفضل بن موسى " .

التالي السابق


الخدمات العلمية