صفحة جزء
2651 حدثنا أبو مسلم قال : حدثنا أبو عمر الضرير قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن محمد بن عمرو بن علقمة ، عن أبي سلمة ، [ ص: 301 ] عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " والذي نفسي بيده ، إنه ليسمع خفق نعالهم حين يولون عنه ، فإن كان مؤمنا كانت الصلاة عند رأسه ، والزكاة عن يمينه ، والصوم عن شماله ، وفعل الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس من قبل رجليه ، فيؤتى من قبل رأسه ، فتقول الصلاة : ليس قبلي مدخل ، فيؤتى عن يمينه ، فتقول الزكاة : ليس من قبلي مدخل ، ثم يؤتى عن شماله ، فيقول الصوم : ليس من قبلي مدخل ، ثم يؤتى من قبل رجليه ، فيقول فعل الخيرات والمعروف والإحسان إلى الناس : ليس من قبلي مدخل ، فيقال له : اجلس ، فيجلس وقد مثلت له الشمس للغروب ، فيقال له : ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم ؟ يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقول : أشهد أنه رسول الله جاءنا بالبينات من عند ربنا ، فصدقنا واتبعنا ، فيقال له : صدقت ، وعلى هذا حييت ، وعلى هذا مت ، وعليه تبعث إن شاء الله ، فيفسح له في قبره مد بصره ، فذلك قول الله عز وجل : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة فيقال : افتحوا له بابا إلى النار ، فيفتح له باب إلى النار ، فيقال : هذا كان منزلك لو عصيت الله عز وجل ، فيزداد غبطة وسرورا ، ويقال له : افتحوا له بابا إلى الجنة ، فيفتح له ، فيقال : هذا منزلك ، وما أعد الله لك ، فيزداد غبطة وسرورا ، فيعاد الجلد إلى ما بدأ منه ، وتجعل روحه [ ص: 302 ] في نسم طير تعلق في شجر الجنة ، وأما الكافر ، فيؤتى في قبره من قبل رأسه ، فلا يوجد شيء ، فيؤتى من قبل رجليه فلا يوجد شيء ، فيجلس خائفا مرعوبا ، فيقال له : ما تقول في هذا الرجل الذي كان فيكم ؟ وما تشهد به ؟ فلا يهتدي لاسمه ، فيقال : محمد ، صلى الله عليه وسلم . فيقول : سمعت الناس يقولون شيئا فقلت كما قالوا ، فيقال له : صدقت ، على هذا حييت ، وعليه مت ، وعليه تبعث إن شاء الله ، فيضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه ، فذلك قوله عز وجل : ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا فيقال : افتحوا له بابا إلى الجنة ، فيفتح له باب إلى الجنة ، فيقال له : هذا كان منزلك وما أعد الله لك لو أنت أطعته ، فيزداد حسرة وثبورا ، ثم يقال له : افتحوا له بابا إلى النار ، فيفتح له باب إليها ، فيقال له : هذا منزلك وما أعد الله لك ، فيزداد حسرة وثبورا " قال أبو عمر : قلت لحماد بن سلمة : كان هذا من أهل القبلة ؟ قال : " نعم " قال أبو عمر : كأنه يشهد بهذه الشهادة على غير يقين يرجع إلى قلبه ، كان يسمع الناس يقولون شيئا فيقوله .

لم يرو هذا الحديث عن محمد بن عمرو بهذا التمام إلا حماد بن سلمة ، تفرد به أبو عمر الضرير .

التالي السابق


الخدمات العلمية