صفحة جزء
2654 حدثنا أبو مسلم قال : حدثنا عمرو بن حكام قال : حدثنا المثنى بن سعيد القصير قال : حدثنا أبو جمرة ، أن ابن عباس حدثهم ، عن بدو إسلام أبي ذر قال : لما بلغه أن رجلا خرج بمكة يزعم أنه نبي ، بعث أخاه فقال : انطلق حتى تأتيني بخبره وما تسمع منه ، فانطلق أخوه حتى سمع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم رجع إلى أبي ذر ، فأخبره أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويأمر بمكارم الأخلاق ، فقال أبو ذر : ما شفيتني ، فأخذ شنة فيها ماؤه وزاده ، ثم انطلق حتى أتى مكة ، ففرق أن يسأل أحدا عن شيء ، ولم يلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل المسجد ، فجال به حتى أمسى ، فلما أعتم ، مر به علي بن أبي طالب ، فقال : من الرجل ؟ قال : رجل من غفار . قال : فانطلق إلى المنزل ، فانطلق معه ، لا يسأل واحد منهما صاحبه عن شيء ، فلما أصبح غدا أبو ذر في الطلب ، فلما أمسى نام في المسجد ، فمر به علي بن أبي طالب ، فقال : آن للرجل أن يعرف منزله ، فلما كان اليوم الثالث أخذ علي علي لئن أخبره بأمره ليسترن عليه ، وليكتمن عنه ، فأخبره أنه بلغه أن رجلا خرج بمكة يزعم أنه [ ص: 305 ] نبي ، فبعثت أخي ، فلم يأتني بما يشفيني ، فجئته بنفسي ، فقال له علي : إنى غاد ، فاتبعني ، فإني إن رأيت ما أخاف عليك قمت كأني أهريق الماء ، فغدا علي وغدا أبو ذر على أثره ، حتى دخل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودخل أبو ذر على أثره ، فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وسمع منه ، فأسلم ، ثم قال : يا رسول الله ، مرني بأمرك ، فقال : " ارجع إلى قومك حتى يأتيك خبري " ، فقال : والله لا رجعت حتى أصرح بالإسلام ، فغدا إلى المسجد ، فقام يصرخ بأعلى صوته : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا عبده ورسوله ، فقال المشركون : صبأ الرجل ، ثم قاموا إليه فضربوه حتى سقط ، فمر به العباس بن عبد المطلب ، فأكب عليه ، وقال : قتلتم الرجل يا معشر قريش ، أنتم تجار ، وطريقكم على غفار أفتريدون أن يقطع الطريق ؟ فكفوا عنه ، فلما كان الغد عاد لمقالته ، فوثبوا عليه ، فضربوه حتى سقط ، فمر به العباس ، فأكب عليه ، وقال لهم مثل ما قال بالأمس ، فكفوا عنه ، فهذا كان بدو إسلام أبي ذر رضي الله عنه .

لم يرو هذا الحديث عن أبي جمرة إلا المثنى ، ولا رواه عن المثنى إلا عبد الرحمن بن مهدي ، وعمرو بن حكام .

التالي السابق


الخدمات العلمية