صفحة جزء
5988 حدثنا محمد بن عمران الناقط البصري قال : حدثنا مسلم بن حاتم الأنصاري قال : حدثنا محمد بن عبد الله [ ص: 463 ] الأنصاري ، عن أبيه ، عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب قال : قال أنس بن مالك : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وأنا يومئذ ابن ثمان سنين ، فقدمت بي أمي إليه ، فقالت : يا رسول الله إن رجال الأنصار ، ونساءهم قد أتحفوك غيري ، وإني لم أجد ما أتحفك به إلا ابني هذا ، فاقبله مني يخدمك ما بدا لك قال : فخدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عشر سنين ، فلم يضربني ضربة ، ولم يسبني ، ولم يعبس في وجهي . وكان أول ما أوصاني أن قال : يا بني ، اكتم سري تكن مؤمنا فما أخبرت بسره أحدا قط ، وإن أمي وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، سألوني فما أخبرتهن بسره ، ولا أخبر سره أحدا أبدا . ثم قال : يا بني ، أسبغ الوضوء يزد في عمرك ، ويحبك حافظاك . ثم قال : يا بني ، إن استطعت ألا تبيت إلا على وضوء فافعل ، فإنه من أتاه الموت ، وهو على وضوء أعطي الشهادة . ثم قال : يا بني ، إن استطعت ألا تزال تصلي فافعل ، فإن الملائكة لا تزال تصلي عليك ما دمت تصلي . ثم قال : يا بني ، إياك والالتفات في الصلاة ، فإن الالتفات في الصلاة هلكة ، فإن كان لا بد ففي التطوع لا في الفريضة . ثم قال لي : يا بني ، إذا ركعت فضع كفيك على ركبتيك ، وفرج بين أصابعك ، وارفع يديك عن جنبيك ، فإذا رفعت رأسك من الركوع فمكن لكل عضو موضعه ، فإن الله لا ينظر يوم القيامة إلى من لا يقيم صلبه . ثم قال لي : يا بني ، إذا سجدت فلا تنقر كما ينقر الديك ، ولا تقع كما [ ص: 464 ] يقعي الكلب ، ولا تفرش ذراعيك الأرض افتراشا ، وافرش ظهر قدميك بالأرض ، وضع أليتيك على عقبيك ، فإن ذلك أيسر عليك يوم القيامة في حسابك . ثم قال لي : يا بني ، بالغ في الغسل من الجنابة ، تخرج من مغتسلك ليس عليك ذنب ، ولا خطيئة قلت : بأبي ، وأمي ، ما المبالغة في الغسل ؟ قال : تبل أصول الشعر ، وتنقي البشرة . ثم قال لي : يا بني ، إن قدرت أن تجعل من صلاتك في بيتك شيئا فافعل ، فإنه يكثر خير بيتك . ثم قال لي : يا بني ، إذا دخلت على أهلك فسلم ، يكن بركة عليك ، وعلى أهل بيتك . ثم قال لي : يا بني ، إذا خرجت من أهلك فلا يقعن بصرك على أحد من أهل القبلة إلا سلمت عليه ، ترجع وقد زيد في حسناتك . ثم قال : يا بني ، إن قدرت أن تمسي ، وتصبح ليس في قلبك غش لأحد فافعل . ثم قال لي : يا أنس ، إذا خرجت من أهلك فلا يقعن بصرك على أحد من أهل القبلة إلا ظننت أن له الفضل عليك فافعل . ثم قال لي : يا بني ، إن ذلك من سنتي ، فمن أحيا سنتي ، فقد أحبني ، ومن أحبني كان معي في الجنة . ثم قال لي : يا بني ، إن حفظت وصيتي فلا يكون شيء أحب إليك من الموت

[ ص: 465 ] لم يرو هذا الحديث بهذا التمام عن سعيد بن المسيب إلا علي بن زيد ، ولا عن علي بن زيد إلا عبد الله بن المثنى ، تفرد به مسلم بن حاتم ، عن الأنصاري ، عن أبيه ، وتفرد به محمد بن الحسن بن أبي يزيد ، عن عباد المنقري .

التالي السابق


الخدمات العلمية