صفحة جزء
6101 حدثنا محمد بن أحمد الباهلي البصري قال : [ ص: 62 ] حدثـنا وهب بن بقية الواسطي قال : حدثـنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية ، عن حصين بن عمر ، عن أبي الزبير ، عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " كان ليعقوب عليه السلام أخ مواخي ، فقال له ذات يوم : يا يعقوب ما الذي أذهب بصرك ؟ وما الذي قوس ظهرك ؟ قال : أما الذي أذهب بصري فالبكاء على يوسف ، وأما الذي قوس ظهري ، فالحزن على بنيامين ، فأتاه جبريل عليه السلام ، فقال : يا يعقوب ، إن الله عز وجل يقرئك السلام ، ويقول لك : أما تستحي أن تشكوني إلى غيري ، فقال يعقوب : إنما أشكو بثي ، وحزني إلى الله ، فقال جبريل : الله أعلم بما تشكو يا يعقوب ، ثم قال يعقوب : أي رب ، أما ترحم الشيخ الكبير ، أذهبت بصري ، وقوست ظهري ، فاردد علي يوسف ريحانتي ، أشمه شمة قبل الموت ، ثم اصنع بي يا رب ما شئت ، فأتاه جبريل عليه السلام ، فقال : يا يعقوب ، إن الله يقرئك السلام ، ويقول لك : أبشر ، وليفرح قلبك ، وعزتي لو كانا ميتين لنشرتهما لك ، فاصنع طعاما للمساكين ، فإن أحب عبادي [ ص: 63 ] إلي المساكين ، وتدري لم أذهبت بصرك وقوست ظهرك . وصنع إخوة يوسف ما صنعوا به ؟ إنكم ذبحتم شاة ، فأتاكم مسكين صائم ، فلم تطعموه منها شيئا ، وكان يعقوب بعد ذلك إذا أتاه الغداء أمر مناديا ، فنادى : ألا من أراد الغداء من المساكين فليتغدى عند يعقوب ، وإن كان صائما أمر مناديا ، فنادى : ألا من كان صائما من المساكين فليفطر مع يعقوب " .

" لا يروى هذا الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا بهذا الإسناد ، تفرد به وهب بن بقية " .

التالي السابق


الخدمات العلمية