صفحة جزء
6385 حدثنا محمد بن عمرو ، قال : حدثـنا أبي ، قال : حدثـنا عتاب بن بشير ، عن خصيف ، عن مقسم ، عن عائشة ، قالت : دخلت علي أم مسطح ، فخرجت إلى حش لحاجة فوطئت أم مسطح على عظم أو شوكة ، فقالت : تعس مسطح ، قلت : بئس ما قلت ، تسبين رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : أشهد أنك من الغافلات المؤمنات ، أتدرين ما قد طار عليك ؟ فقلت : لا والله ، قالت : متى عهدك برسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقلت : رسول الله يصنع في أزواجه ما أحب ، يبدأ من أحب ، ويرجئ من أحب منهن . قالت : فإنه طير عليك كذا وكذا ، فخررت مغشية علي ، فبلغ أم رومان أمي ، فلما بلغها أن عائشة قد بلغها الأمر أتتني ، فحملتني ، فذهبت إلى بيتها . فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عائشة قد بلغها الأمر ، فجاء إليها ، فدخل عليها ، وجلس عندها ، وقال : " يا عائشة ، إن الله قد وسع التوبة " ، فازددت شرا إلى ما بي ، فبينا نحن كذلك إذ جاء أبو بكر ، فدخل علي ، فقال : يا رسول الله ، ما تنتظر [ ص: 201 ] بهذه التي خانتك وفضحتني ؟ قالت : فازددت شرا إلى شر ، قالت : فأرسل إلى علي فقال : " يا علي ، ما ترى في عائشة ؟ " قال : الله ورسوله أعلم قال : " لتخبرني ما ترى في عائشة " قال : قد وسع الله النساء ، ولكن أرسل إلى بريرة خادمها ، فسلها ، فعسى أن تكون قد اطلعت على شيء من أمرها . فأرسل إلى بريرة ، فجاءت ، فقال لها : " أتشهدين أني رسول الله ؟ قالت : نعم قال : " فإن سألتك عن شيء فلا تكتميني " قالت : يا رسول الله ، فما شيء تسألني عنه إلا أخبرتك ، ولا أكتمك إن شاء الله شيئا قال : " فقد كنت عند عائشة ، فهل رأيت منها شيئا تكرهينه ؟ " قالت : لا ، والذي بعثك بالنبوة ، ما رأيت منها منذ كنت عندها إلا خلة . قال : " وما هي ؟ " قالت : عجنت عجينا لي ، فقلت لعائشة : احفظي هذا العجين حتى أقتبس نارا ، فأختبز ، فقامت تصلي ، فغفلت عن العجين ، فجاءت الشاة فأكلته فأرسل إلى أسامة ، فقال : " يا أسامة ، ما ترى في عائشة ؟ " قال : الله ورسوله أعلم ، قال : " لتخبرني بما ترى فيها " قال : فإني أرى أن تسكت عنها حتى يحدث الله إليك فيها . قالت : فما كان إلا يسيرا حتى نزل الوحي ، فلما نزلت جعلنا نرى في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم السرور ، وجاء عذرها من الله جل ذكره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ ص: 202 ] " أبشري يا عائشة ، ثم أبشري يا عائشة ، قد أتاك الله بعذرك " . فقلت : لغير حمدك ، وحمد صاحبك . قال : فعند ذلك تكلمت ، وكان إذا أتاها يقول : " كيف تيكم ؟ " .

" لم يرو هذا الحديث عن مقسم إلا خصيف ، تفرد به عتاب بن بشير " .

التالي السابق


الخدمات العلمية