صفحة جزء
7496 حدثنا محمد بن شعيب ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن سلمة ، قال : حدثنا أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء ، عن المفضل بن فضالة ، عن بكر بن عبد الله المزني ، قال : حدثنا أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنه كان فيمن سلف من الأمم رجل يقال له : مورق ، وكان متعبدا ، فبينا هو قائم في صلاته ذكر النساء ، فاشتهاهن ، وانتشر حتى قطع صلاته ، فغضب ، فأخذ قوسه ، فقطع وتره ، فعقده بخصيتيه ، وشده إلى عقبيه ، ثم مد رجليه ، فانتزعهما ، ثم أخذ طمريه ، ونعليه حتى أتى أرضا لا أنيس بها ولا وحش ، فاتخذ عريشا ، ثم قام يصلي ، فجعل كلما أصبح انصدعت له الأرض ، فخرج له خارج منها معه إناء فيه طعام فيأكل حتى يشبع ، ثم يدخل فيخرج بإناء فيه شراب فيشرب حتى يروى ثم يدخل وتلتئم الأرض ، فإذا أمسى فعل مثل ذلك " قال : " ومر أناس قريبا منه ، فأتاه رجلان [ ص: 246 ] من القوم فمرا عليه تحت الليل ، فسألاه عن قصدهما فسمت لهما بيده قال : هذا قصدكما ، وقال : هذا قصدكما حيث تريدان ، فسارا غير بعيد ، قال أحدهما : ما يسكن هذا الرجل هاهنا ، أرض لا أنيس بها ولا وحش ، لو رجعنا إليه حتى نعلم علمه قال : فرجعا ، فقالا له : يا عبد الله ، ما يقيمك بهذا المكان بأرض لا أنيس بها ولا وحش قال : امضيا لشأنكما ودعاني ، فأبيا وألحا عليه قال : فإني مخبركما على أن من كتمه علي منكما أكرمه الله في الدنيا والآخرة ، ومن أظهر علي منكما أهانه الله في الدنيا والآخرة ، قالا : نعم " . قال : " فنزلا ، فلما أصبحا خرج الخارج من الأرض بالذي كان يخرج من الطعام ومثليه معا ، فأكلوا حتى شبعوا ، ثم دخل فخرج إليهم بشراب في إناء مثل الذي كان يخرج به كل يوم ومثليه معه ، فشربوا حتى رووا ، ثم دخل والتأمت الأرض قال : فنظر أحدهما إلى صاحبه ، فقال : ما يعجلنا هذا طعام وشراب ، وقد علمنا سمتنا من الأرض ، امكث إلى العشاء ، فمكثا فخرج إليهم من العشاء من الطعام والشراب مثل الذي خرج أول النهار ، فقال أحدهما لصاحبه : امكث بنا حتى نصبح ، فمكثا فلما أصبحوا خرج إليهما مثل ذلك ، ثم ركبا فانطلقا ، فأما أحدهما فلزم باب الملك حتى كان من خاصته وسمره ، وأما الآخر فأقبل على تجارته [ ص: 247 ] وعمله . وكان ذلك الملك لا يكذب أحد في زمانه من أهل مملكته كذبة يعرف بها إلا صلبه ، فبينا هم ليلة في السمر يحدثونه مما رأوا من العجائب ، أنشأ ذلك الرجل يحدث قال : لأحدثنك أيها الملك بحديث ما سمعت أعجب منه قط ، فحدث حديث ذلك الرجل الذي رأى من أمره . قال الملك : ما سمعت بكذب قط أعظم من هذا ، والله لتأتيني على ما قلت ببينة أو لأصلبنك قال : بينتي فلان قال : رضى ، ائتوني به ، فلما أتاه قال له الملك : إن هذا قال : إنكما مررتما برجل ، ثم كان من أمره كذا وكذا ؟ قال الرجل : أيها الملك أولست تعلم أن هذا كذب ، وهذا ما لا يكون ، ولو أني حدثتك بهذا كان عليك في الحق أن تصلبني عليه ؟ قال : صدقت وبررت " . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فأدخل الرجل الذي كتم عليه في خاصته وسمره ، وأمر بالآخر فصلب " ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فأما الذي كتم عليه منهما فقد أكرمه الله في الدنيا والآخرة ، وأما الذي أظهر عليه منهما فقد أهانه الله في الدنيا ، وهو مهينه في الآخرة " ثم نظر بكر بن عبد الله إلى ثمامة بن عبد الله بن أنس ، فقال : يا أبا المثنى ، أسمعت جدك يحدث هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : " نعم " .

التالي السابق


الخدمات العلمية