صفحة جزء
8699 حدثنا مطلب ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني يحيى بن أيوب ، عن عمارة بن غزية ، عن أبي الزبير ، عن جابر قال : لما انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بقي معه أحد عشر رجلا من الأنصار ، وطلحة بن عبيد الله وهو يصعد في الجبل ، فلحقهم المشركون ، فقال : " ألا أحد لهؤلاء ؟ " فقال طلحة بن عبيد الله : أنا يا رسول الله قال : " كما أنت يا طلحة " فقال رجل من الأنصار : " فأنا يا رسول الله ، فقام عنه ، وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مع من بقي معه ، ثم قتل الأنصاري فلحقوه ، فقال : " ألا أحد لهؤلاء ؟ " فقال طلحة مثل قوله الأول ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم له مثل قوله ، فقال رجل من الأنصار : أنا يا رسول الله ، فأذن له ، فقاتل مثل قتاله وقتال صاحبه ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصعد وأصحابه يصعدون ، ثم قتل ، فلحقوه ، فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول مثل قوله الأول ، ويقول طلحة : أنا يا رسول الله ، فيحبسه ، ويستأذنه رجل من الأنصار للقتال ، ويأذن له ، فيقاتل مثل من كان قبله ، حتى لم يبق معه إلا طلحة ، فغشوهما ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من لهؤلاء ؟ " فقال طلحة : أنا ، فقاتل مثل قتال جميع من كان قبله ، وأصيب بعض أنامله ، فقال : حس ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا طلحة ، لو [ ص: 322 ] قلت : بسم الله ، أو ذكرت الله لرفعتك الملائكة والناس ينظرون ، حتى تلج بك في جو السماء " ، ثم صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلحة إلى أصحابه وهم مجتمعون .

لم يرو هذا الحديث عن أبي الزبير إلا عمارة بن غزية ، تفرد به : يحيى " .

التالي السابق


الخدمات العلمية