صفحة جزء
10140 وعن ابن عباس قال : احتفر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الخندق وأصحابه قد شدوا الحجارة على بطونهم من الجوع ، فلما رأى ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " هل دللتم على أحد يطعمنا أكلة ؟ " ، قال رجل : نعم ، قال : " أما لا فتقدم ، فدلنا عليه " ، فانطلقوا إلى رجل فإذا هو في الخندق يعالج نصيبه منه ، فأرسلت امرأته أن جئ فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أتانا ، فجاء الرجل يسعى فقال : بأبي وأمي وله معزة ومعها جديها ، فوثب إليها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم : " الجدي من ورائنا " فذبح الجدي ، وعمدت امرأته إلى طحينة لها فعجنتها وخبزت وأدركت القدر وثردت قصعتها ، فقربتها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه ، فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم - إصبعه فيها ، فقال : " بسم الله ، اللهم بارك فيها ، اللهم بارك فيها ، اطعموا " ، فأكلوا منها حتى صدروا ، ولم يأكلوا منها إلا ثلثها وبقي ثلثاها ، فسرح أولئك العشرة الذين كانوا معه : أن اذهبوا وسرحوا إلينا نغديكم ، فذهبوا وجاء أولئك العشرة مكانه فأكلوا منها حتى شبعوا ، ثم قام ودعا لربة البيت وشمت عليها وعلى أهلها ، ثم مشوا إلى الخندق ، فقال : " اذهبوا بنا إلى سلمان " ، وإذا صخرة بين يديه قد ضعف عنها ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه [ ص: 132 ] " دعوني فأكون أول من ضربها " ، فقال : " بسم الله " فضربها فوقعت فلقة ثلثها ، فقال : " الله أكبر ، قصور الروم ورب الكعبة " ، ثم ضرب أخرى فوقعت فلقة ، فقال : " الله أكبر قصور فارس ورب الكعبة " ، فقال عندها المنافقون : نحن بخندق على أنفسنا ] وهو يعدنا قصور فارس والروم ، رواه الطبراني ، ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ونعيم العنبري ، وهما ثقتان .

التالي السابق


الخدمات العلمية