صفحة جزء
10141 وعن أبي هريرة قال : جاء الحارث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : ناصفنا تمر المدينة ، وإلا ملأتها عليك خيلا ورجالا ، فقال : " حتى أستأمر السعود : سعد بن عبادة ، وسعد بن معاذ " يعني : يشاورهما ، فقالا : لا والله ، ما أعطينا الدنية من أنفسنا في الجاهلية ، فكيف وقد جاء الله بالإسلام ؟ ! فرجع إلى الحارث فأخبره ، فقال : غدرت يا محمد ، قال : فقال حسان :


يا حار من يغدر بذمة جاره منكم فإن محمدا لا يغدر     إن تغدروا فالغدر من عاداتكم
واللؤم ينبت في أصول السخبر     وأمانة النهدي حين لقيتها
مثل الزجاجة صدعها لا يجبر



قال : فقال الحارث : كف عنا يا محمد لسان حسان ، فلو مزج به ماء البحر لمزج
.

رواه البزار ، والطبراني .

ولفظه : عن أبي هريرة قال : جاء الحارث الغطفاني إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا محمد ، شاطرنا تمر المدينة ، فقال : " حتى أستأمر السعود " ، فبعث إلى سعد بن معاذ ، وسعد بن عبادة ، وسعد بن الربيع ، وسعد بن خيثمة ، وسعد بن مسعود ، فقال : " إني قد علمت أن العرب قد رمتكم عن قوس واحدة ، وإن الحارث سألكم تشاطروه تمر المدينة ، فإن أردتم أن تدفعوه عامكم هذا في أمركم بعد ؟ " . فقالوا : يا رسول الله ، أوحي من السماء فالتسليم لأمر الله ، أو عن رأيك وهواك ؟ فرأينا نتبع هواك ورأيك ؟ فإن كنت إنما تريد الإبقاء علينا ، فوالله لقد رأيتنا وإياهم على سواء ، ما ينالون منا تمرة إلا شراء أو قرى ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " هو ذا ، تسمعون ما يقولون ؟ " ، قالوا : غدرت يا محمد ، فقال حسان بن ثابت - رضى الله عنه :

[ ص: 133 ]

يا حار من يغدر بذمة جاره     منكم فإن محمدا لا يغدر
وأمانة المري حين لقيتها     كسر الزجاجة صدعها لا يجبر
إن تغدروا فالغدر من عاداتكم     واللؤم ينبت في أصول السخبر

.

ورجال البزار والطبراني فيهما محمد بن عمرو ، وحديثه حسن ، وبقية رجاله ثقات .

التالي السابق


الخدمات العلمية