صفحة جزء
10156 وعن عروة - يعني ابن الزبير - أن سعد بن معاذ رمي يوم الخندق رمية فقطعت الأكحل من عضده ، فزعموا أنه رماه حبان بن قيس أحد بني عامر بن لؤي أحد بني العرقة ، وقال آخرون : رماه أبو أسامة الجشمي .

فقال سعد بن معاذ : رب اشفني من بني قريظة قبل الممات ، فرقأ الكلم بعد ما انفجر .

قال : وأقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على بني قريظة حتى سألوه أن يجعل بينه وبينهم حكما ينزلون على حكمه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اختاروا من أصحابي من أردتم ، فليستمع لقوله " . فاختاروا سعد بن معاذ ، فرضي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - به ، وسلموا .

وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأسلحتهم فجعلت في بيت ، وأمر بهم فكتفوا وأوثقوا فجعلوا في دار أسامة بن زيد ، وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى سعد بن معاذ فأقبل على حمار أعرابي ، يزعمون أن وطاء بردعته من ليف ، واتبعه رجل من بني عبد الأشهل ، فجعل يمشي معه [ ص: 139 ] يعظم حق بني قريظة ، ويذكر حلفهم ، والذي أبلوه يوم بعاث ، وإنهم اختاروك على من سواك رجاء عفوك وتحننك عليهم ، فاستبقهم فإنهم لك جمال وعدد ، فأكثر ذلك الرجل ولم يحر إليه سعد شيئا حتى دنوا ، فقال له الرجل : ألا ترجع إلي شيئا ؟ فقال : والله لا أبالي في الله لومة لائم ، فيفارقه الرجل ، فأتى إلى قومه قد يئس من أن يستبقيهم ، فأخبرهم بالذي كلمه به ، والذي رجع إليه سعد .

ونفذ سعد حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " يا سعد ، احكم بيننا وبينهم " . فقال سعد : أحكم فيهم بأن تقتل مقاتلتهم ، ويقسم سبيهم ، وتؤخذ أموالهم ، وتسبى ذراريهم ونساؤهم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " حكم فيهم سعد بحكم الله " .

ويزعم ناس أنهم نزلوا على حكم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الحكم فيهم إلى سعد بن معاذ ، فأخرجوا رسلا رسلا فضربت أعناقهم .

وأخرج حيي بن أخطب ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هل أخزاك الله ؟ " قال : قد ظهرت علي وما ألوم نفسي فيك ، فأمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخرج إلى أحجار الزيت التي بالسوق فضربت عنقه ، كل ذلك بعين سعد بن معاذ .

وزعموا أنه كان برئ كلم سعد وتحجر بالثرى ، ثم إنه دعا فقال : اللهم رب السماوات والأرض ، فإنه لم يكن قوم أبغض إلي من قوم كذبوا رسولك وأخرجوه ، وإني أظن أن قد وضعت الحرب بيننا وبينهم ، فإن كان قد بقي بيننا وبينهم قتال فأبقني أقاتلهم فيك ، وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم ، فافجر هذا المكان واجعل موتي فيه ، ففجره الله تبارك وتعالى ، وأنه الراقد بين ظهري الليل فما دروا به حتى مات ، وما رقأ الكلم حتى مات
.

قلت : في الصحيح بعضه عن عائشة متصل الإسناد . رواه الطبراني مرسلا ، وفيه ابن لهيعة ، وحديثه حسن وفيه ضعف .

التالي السابق


الخدمات العلمية